dimanche 22 janvier 2023

أوجاع الطفل // عبد الرؤوف بوفتح // تونس

 

أقول تَمَهلْ ،
لا بأس..
افتح نافذتي كل صباح
مثل بُسْتاني عجوز .
أضحك ..
لطيش عصفور
يتأمّل نملة حمقى
تسعى في شقوق شرفتي
أضحك - وأنا الدرويش-
شماتة في اليأس..
- ربما..
حتى لا يُقال
أين اختفى عاشق التراب
والقرنفل
والحبق المتطاول
والبرتقال..؟!
- كل صباح..
أتدرّب على ابتسامة
غير مُستعملة
أقسّطها عَلَيِّ ،
وعلى عشبة بَرْعمت
فوق الرصيف السخيف
والأماكن التي أحبّها
وعلى.. ما تبقّى من الأصحاب
طول النهار.
ابتسامة في طيف قوس قزح
تليق بطفل مَزْهوّ أمام المِرْآة
وحتى لا يُقال
إنّ فُلانا أصبح في هَيْأة تمثال
- لا شماتة
- لا توجد أيّ عارشة للتفاؤل..
كل نص رديء
كل وتر تراخى في ارتباك الأنامل
وكل أغنية تموت في خرائب البال
- أي..صديقتي
مع كل هذا الرماد
أشم خطى العابرين
أقول لهم كاذبا :
حين يسألون عن حالي
- ( الحمد لله..)
لماذا تذكرت كل شيء
دفعة واحدة..
من أول عثرة
خلف فراشة تأخذها الريح
وحتى..
آخر دَلْو مثقوب
وفرح مالح
- بالتأكيد ..
لا أحد يعلم شيئا
كيف تهشمت الألواح
كيف احترقت أصابع المغني
عازف الناي
وانقطع الشذى.
لا أحد يعلم يا صديقتي
آثار الملح
حال أجنحتي
وأن الريش الذي سقط في القاع
اكثر من الريش المتبقي
والمساقة أطول من فرحي
وكل السماء..
لا تصلح لإقامة حفل..!






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.