samedi 15 juillet 2023

وجع خفيف // عدنان يحيى الحلقي // سوريا

 

قمرانِ مِنْ قمحٍ..
وحصَّادون..
رقَّقَ ليلَهم،طلٌّ طفيفٌ.
كانتْ وراءَ غنائهم،تبني البناتُ رفوفَ أحلامٍ..
على الأفقِ القريبِ..
كأنَّ فرسانَ الحكايةِ في الطريقِ
لتبدأَ الأعراسُ..
حصّادون عتَّقَ صوتَهم..
وجعٌ خفيفٌ..
قمرانِ في متناولِ العينينِ
والأسماءُ أمواجٌ يشيِّعُها الخريفُ.
لَسْنا على وجلٍ.. لنرحَلَ مثلما شاؤوا
عنِ الطِّينِ الطريِّ
إلى رمالِ النارِ
تَرفدُ صبرَنا الصورُ العتيقةُ
حيث كانَ البابُ مِنْ فُلٍّ..
كأنَّ الصبحَ ينبوعٌ شفيفٌ.
كانوا..متى نامَتْ مناجلُهم
تفيقُ رياحُهم حبقاً
وتسهرُ في مآقيهم قطوفٌ..
يتوسَّدونَ ضفائرَ الأحلامِ
يستمعونَ للدّفلى، ويؤنسُ صبرَهم كأسٌ يطوفُ.
مازلْتُ أنتظرُ الخروجَ إلى الدخولِ..
وما يشاعُ هوَ النزيفُ..
دارتْ عقاربُ صرختي الأولى..
فداهمَها الغبارُ...
بحثْتُ عن صوتي،وعن لغتي،وعنْ حرفٍ يناولني الصباحَ..
رأيت أرتالا من الصّوانِ..والممشى كفيفٌ.
ويرقُّ لي قمرٌ،على سفرٍ.
فأحمل عتمتي طَوْرا،وتحملني
عسى ألَّا يطولَ بنا السبيلُ..
ويحلُّ بي وجعُ الحنين.
لِما يغادرُني، فتهتزّ الضلوعُ.
وأبتني ذكرى من القشّ
المسافر،والسنابلُ في دمي
تزهو على ريحِ الندى الآتي من البحرِ البعيدِ..
تلوذُ بي دربي..
وتضحكُ في سرائرها السهولُ.
أيعيدُني بيتٌ من الكينا
وأنثى من ثمارِ الفجرِ،يعصرُها الأصيلُ.!؟
ولدَتْ لترعاها جذورُ الغابةِ الأولى
وترعى بالنجوم.
كبرَتْ لتكتنزَ السماء
وترتدي الغيمَ المطرّزَ بالكروم.
هبطتْ لينهضَ بينَ كفّيها الترابُ.
على مسافةِ أن تشيرَ برمشها
يقفُ السحابُ.
قمرٌ على سهرٍ
ويبتدئ الهطولُ.
مِنْ غامضِِ العلمِ العميقِ
تجيئُكَ الرحماتُ وارفةً
لترحلَ في شذاكْ.
هاأنتَ تزرعُ عشقَكَ الأبديَّ
تجهشُ بالسّحابِ
بنبضِ قلبِكَ تأسرُ الألبابَ
يهطلُ ما يشاءُ اللهُ
منْ غيثٍ
لتنعمَ في جناكْ.
هيَ رعشةٌ تأتي علىٰ تعبٍ
وأنتَ علىٰ ربيعِ الحبِّ.
تحلمُ أنْ تَسيرَ علىٰ هواكْ.
تمتدُّ عينُكَ في السؤالِ،ولا جواب
ولاسكون ولاحراك.
لمْ تَتَّخِذْ وزناً لما
حملوهُ منْ حطبٍ
لتدخلَ في لظاك.
هيَ دمعةٌ فرّتْ مِنَ الأهدابِ
وارتحَلَتْ ،لتسْطَعَ في دُجاك.







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.