"افتقدتك منذ ثلاثة عشر عاما.رحمك الله يا والدي.جرحك لن يندمل ما حييت"
يا حبيبي
هل الطقس هناك قارس
أم معتدل..
ام الأمر كما كان !
والنائمون
الذين
انصرفوا
إلى أبديتهم البيضاء
كيف حالهم
كيف منازلهم ؟
والطريق إلى أين تؤدي..يا أبي،
والدروب-الدروب
في تلك المناطق
الموغلة في السديم
أتشبه المناطق!
...............................
والأهل الذين رحلوا
وصغيري الذي مد
يده لي ،
ذات ليلة طويلة،
دون جدوى..
والأصدقاء
الذين غادروا إلى أقصى
ركن دامس
أتضمهم إلى صدرك،
كما كنت..
أم تمزقت عناوينهم
خلف ردم
وصخر..
والجلباب الأخضر
الذي اشتريته من سوق الغزل
أضاع..
أتبدد ..
أغدا رثا ..
مثل سائر الاثواب؟
وآلة الدف التي كنت تحبها
كصغير إوزة،
هل احترق رنينها ؟
هل اهترأ نشيدها.؟
وأغنية" الاشواق " الأمازيغية
التي طالما رددتها
وكفاك ترتعشان
هل تلذذت معانيها
وأنت في الطرف الثاني
من هذه البرية..!
................................
والأرض يا أبي
والأرض التي ابتلعت هيكلك
العظمي
بنهم
والسماء التي أويت إليها ذات جمعة
باردة
أبها كهوف.
وفجاج!
أبها بحار
مثل ضحكاتك؟
أبها سنابل
مثل حاجبيك؟
..............................
يا شهما..
يا حبيبي
كيف ابتلعت المنايا
رقمك الصعب!
كيف هشم الموت المتوحش
مزهريتك
وحولها إلى ندف
ومزق..
قل لي يا حبيبي
قل لي..
هل الفصول
في الضفة الأخرى
ربيع
وصيف
ومزاجك
هل تؤنسه برشفة شاي !
كما كنت..
أتشعر
وأنت الصمت
في الصمت
بوحشة
أم نشوة..؟
..............................
وأنا ..
كيف سأراك
أي مفتاح يفضي إلى بابك المغلق
أي الجنون أرتديه،
كي أسهر معك.
وجسدك الافريقي الراسخ
كسارية اسمنت
هل قضمته الأتربة،
والرطوبة
وأنت..
أنت.
أما زال بأسك مشتعلا
أم خبا مخلبك..!
وأحلامك التي كانت
أعلى من برج
أعلى من دعاء
أأزهرت..؟
والتسابيح التي كانت
بين أناملك تسري
وتهذي
ككؤوس الكرز
هل خبأها النسيان في محفظته
هل لفها النبي
في خزائنه البعيدة
............................
يا أبي
كيف الدنيا ،
بعدك
كيف مذاق النبق،
بعدك!
كيف الحب وقد تعطل،
بعدك..!
كيف أسعد..
وأنا اليتيم قبلك
و بعدك!
...................................
أتدري
ماذا حل بخافقي يا أبي؟
تغيرت أحوال كثيرة،
يا أبي:
مات الإمام المقيم..
ماتت ظلال
جفت آمال و أنهار
مات الحكواتي
مات الموال
ماتت الأسواق ..
ماتت الأعياد كلها..
مات اليمام
مات المغني الذي أطربك..
واللقالق الناصعة
التي كانت تؤثت عشها
فوق صومعة الحي
هاجرت
هاجرت
شدت رحلها
إلى قاع الهاوية.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.