يتميز الشاعر عن بقية البشر،بكونة استطاع الحفاظ،على منجم الطفولة،الزاخر بالمعادن النفيسة والاحجار الكريمة،والمتمثلة اساسا في : صفاء السريرة،البراءة الخالصة،الاحساس الرقيق المتوتر،الدهشة اليقظة المنفعلة،والرؤية العميقة المقعرة.
الى جانب هذا،تجدر الاشارة،الى اثر صيرورة الحياة والتفاعل مع حيثياتها الرامية إلى المزيد من النضج و التبلور،اللذين يعكسهما النمو العاطفي والوجداني ، ضغط للحظة التي لا تقاوم ابدا،وعامل المكتسب المترامي الاركان،الحالم بصقل وتغذية الموهبة،بشتى املاح المعرفة.
يجلو الشاعر مكنونه،لغة جديدة،نحتت قاموسها وصورها وظلالها وموضوعاتها،الملتفة الى اليومي المكرور،دون اهتمام من احد.
الشاعر بنظرته العميقة هذه يرشدنا الى تصفح أوراق الحياه الغنية بعاطر نفحات الشعر،حتى في احلك و ابشع تمظهراتها،الامر الذي يبلور الذائقة والرؤيه والسلوك.
ما سبقت الإشارة اليه،ينطبق على الفيلسوف،مع الحرص الشديد،في اعتبار خصوصيات المجالين المتداخلين،الى غاية التشابه والتكامل،ما يجبرنعتهما بعملة ذات وجهين،فالشعر لا يخلو من تأمل وغور فلسفيين،وبدورها الفلسفة حبلى بأحلام شعرية.
ان الشاعر،اذ يعي ظرفه،وموران احاسيسه،يبدع لغة تراعي حرارة تفجر المشاعر، لا توازيها إلا تفجير لغة مواكبة ،فالشاعر بهذا العمل الابداعي الشاق،فيلسوف لغة و صور و احاسيس تثري الفكر.
ان الفيلسوف ،وقد اتى مجاله،يناقش الأفكار الجديدة التي يفرزها المجتمع،وفق لغة تحمل بصمته،التي تطال اشتقاق ابداع المفاهيم،وهو ما يشكل اضافة هامة.
يبدع الفيلسوف في طرح الافكار و التصورات واللغة بطريقة مغايرة.ويكمن الاضافي لدى الشاعر في بلورة الأحاسيس و الرؤى واللغة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.