jeudi 27 juillet 2023

المطحونون // محمد العداربة // الأردن

 

إن العشب المسحوق الذي وطأته الأقدام يتألم.ويصرخ في الصمت .ولكن لا يسمعه أحد....
....
عيد /
مر العيد على خير
والأطفال ما زالوا يبتسمون
كل جيوبي خاوية
قد تمتد لأربعة شهور ويزيدون....
مدرسة/
المدرسة على الأبواب
والأطفال يبتسمون
ثمة أقلام ، ودفاتر، وحقائب
ومصااااريف...
اتأمل في تعب
والأرقام تساقط في رأسي
والعقل العابس يغشاه ضباب
وأنا لا أعرف أين أكون.
الدكاني/
مر الدكاني أمامي
وقال : لا تنساني
حدق بعيون ساخرة
ومضى
رشق سهاما في صدري
وأبكاني.
النور/
فصلوا النور عن البيت
وقالوا: راجعنا
تركوني كالعشب الأصفر
لما تحرقه النيران.
صرخت امرأتي صوت
هز الحارة...
محكوم من لا يملك بالإعدام.
محفظة/
محفظتي حبلى بفواتير وأوراق شتى
وجيوبي مثقلة بفراغ قاس
والحرمان شهيق وزفير.
الحمة في السوق معلقة
وعيوني تنتظر على شوق
وشفاهي تتشقق
وتنز دماء
والنفس اللوامة تسهو ظامئة
فوق مراع جرداء..
الأشعث/
مدّ يديه الذابلتين
وأخذ ينقي حبات البندوره
المفعوصة ....
وعلى عجل هم باعطاء البائع ماله
رفض البائع أن يزنها
وقال بحب: سامحك الله
لكن الأشعث رفض
وألقى المال على الطاولة وغادر....
ذهب الى المخبز
أحضر كيس الخبز
ودق على باب امرأة أرملة
في السبعين من العمر..
وضع الأكياس أمام الباب المشقوق
وغاب.........
الأشعث رجل مغبر جدا ينحته البؤس ، وينفق في الضراء
ويرفض دوما أي حساب
يرفع كفيه الى الاعلى
يساقط مطر من جوف سحاب.
الخبز /
كانوا يبلون الخبز البائت في الشاي
يقتاتون على مائدة قاحلة
ويعزون النفس بأوجاع الضحكات.
المشهد يتكرر يوميا
ولذلك سكن الحرمان مطابخهم، فاعتادوا
وما عاد الحرمان يورث
في الأحداق الدمعات.
قالوا : ان الصبر على جوع
أهون من اشفاق يرشق أسهمه
في نفس عالية ..
الصبر على الأرزاء جميل
حتى لو نمشي بأقدام عارية
تدميها الأشواك على الطرقات.





Toutes les réactions :
الأحرار الأدبية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.