mercredi 29 mars 2023

ودائما أنت رائعتي ..// الحبيب القاضي // تونس

 

ليس مهما، أنا أعرف تحديدا ساعة موتي.. بل أعرف موعدها بالدقائق.. انظري إلى ذلك الخيط في عنقي، يسمى وريداً..في الموعد المحدد، سترين كيف تصيبه رمية حادة و تحدث فيه ثقبا.. يخرج الدم قويّا تحت ضغط الحياة.. في تلك اللحظة لا تجلسي عن يساري.. بل عن يميني و شديني إليك.. القلب يسقط باتجاه النزيف.. شديني برفق..
صوت نشاز.. :"ماذا ستفعلان حتى حلول الموعد؟".. أجيبه؟.. تجيبينه؟.. أم نحتقره؟؟..
اقتربي أكثر.. لقد نشأتُ حرّا و متوحّشا.. كنت سعيدا بكل الآلام التي عشتها.. كنت كطائر الكروان ذا ملامح صخرية.. أذكر صورتي و أنا طفل.. لم أتعلم بعد ذلك شيئا رغم غربتي المتواصلة.. كنت سعيدا باللغة التي لقنتني اياها أمي.. لم تزل تلك السعادة و الشغف على حالها.. أنا أحب اللغة و أحب كل امرأة رائعة.. لغة تكتبني و تمحوني.. تحلق بي و تلقيني في مهملات الأيام.. لغة تستقر بي على صدور الصبايا و زفرات المقهورين.. تزيد من ملوحتي على خد سيدة عاشقة تتعطر لحبيب لن يأتيها.. لغة تشتهيني و أشتهيها.. لغة برائحة غريب في شوراع الازدحام.. لازلت سعيدا بامرأة رائعة.. هل أنت فعلا رائعة؟.. هزي الطرف كي أفهم إجابتك.. الشفاه كاذبة.. كاذبة في الكلام و في التقبيل.. كاذبة حتى في تلاوات الصلاة.. تمام تلك الساعة.. لا تتركي دمي يتخثر على الأسفلت.. لا تتركيه يرسم لوحة على الجدار القديم.. مرري عليه يديك.. فإن تبخر و تضوع عطره أو غار في الأرض و انفجر ينبوعا.. سأشهد لك حينها و في شهقة الموت أنك رائعتي...
بعد ثلاث سنين.. ودائماً أنت رائعتي.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.