vendredi 26 avril 2024

النعناع والإمام // محمد لغريسي // المغرب


ها أنا أتبختر كسندباد فوق حصاني الأزرق،يتحـدث معي،يحكي لي،وأنا أتخيـل نفسي فحلا مثله يصهـل ويسرق الـنساء.
وضعت عمتي برنوس الأفراح على كتفـي،في رجلي بلغة بيضاء كأنها قطعة ثلج،على رأسي شرف الملوك كلهم، النساء خلف حفلتي:يمسكن بين أناملهن شموعا كأنها التيجان، يحدقن في سروالي المنقـوش.
وكنت غبيا ،لا أفهم ما خلف الستار.؟
وضعتني العمة في قعر " القصعة."
كمادة جامدة كنت ../
كلقـمة كسكس باردة كنت/ ..
---------------------------------
صوت”الغـيطـة”والطبـل يرتفع مدويا، الإمام يشدني إليه بشدة كأنني مجرم محترف ،يدفن وجهي بين صدره وتفاصيل جلبابه.
هن بغنج يتغامـزن، خلف الباب الموصد يتنظرن صرخـة البطولة.
البخور يتعالى.
يرتفع بأبهة نحو أنفي..خيـوطه العطرية تتيه من حولي، وتحجبني خلف الأسرار.
- ---------------------------------
سا ذجا كنت هذه الليلة.أطلق جدي حمامة بيضاء أمام بصري!ولم أفهم..قال لي:
– انظر إلى الحمامـة إنها تضحك لك.
وكنت غبيا كذلك..!
أعاد الإمام اعتقالي..شل كامل حركتي بقبضته الثقيلة،ثم بلغ المراد.بكيت بكاء لا ينسى..تألمت حتى تردد الصدى.
قررت في داخلي أن أنتقم من وجه الشر الذي عذبني يوما ما!
سألت نفسي :
لماذا خدعوني؟
لماذا مكر بي الأنذال؟!
.................
ضحك الإمام بمكر.
أمي تختلط دمعتها بابتسامة غريبة وسط الجماهير الشعبية.
يمتزج صوت الحيدوس بخليط الزغاريد والغناء الطري.
ألـم فضيع..
رحيق التوت ينساب من تحت سروالي..
عمتي كذلك كانت ساذجة..
ترقص كما يفعلن.
تمسك بقطعة ثوب مزركشة ب"موزون"،وتلوح بها بين هذا الرؤوس والأعناق وكأن العائلة قد حققت فوزا مبينا.
-------------------------------
مازلن يرقصن،أمداح في كل فـم.
رائحـة “الجاوي” المكي تبارك ولادة الحدث.
أطل علي حصاني من نافذة غرفتي.
بارك لي.. قال:
– يا صديقــي.
بعد أيام قادمة..
ستكون سلطانا كاملا ومكمولا..لن ترفضك الغزالات بعد الآن،لن يهربن من معطفك وشواربك.
الغزالات يعشقن وخزة الأشواك !
آه.
لو...تراجعت الى الخلف لسخرالطبيـب منك،واستهزأ بك " عنترة "
وكنت تافها كذلك..
أصــدق الخرافات والكلمات.
----------------------------------
بعد دقائق مرت ثقيلة..
طرقـت ”إيطو" بابي،وضعت في فـمي مـرقا منكهـا ب”رأس الحانوت”،مـلأت خبزتي بـرؤوس البصل والزبيب الحلو..
تقـدمت إلى معركتي.
ألتهـم أفخاذ الدجاجـة البدوية الملونة بالثمر والتوابل ،
افترست الألوان بكثير من الفوضى..
صبت المــرأة الضخمة حليبا فـي طربوشي الأحمر، و شـربت بنهم لا يوصف
-------------------------------
الـناس كنمل:
سكارى الحومة/
اللصوص.البؤساء./
الذئاب.القرود.النحل./
الصعاليك .الصفوة./
الملحدون..اليهود.النصارى./
كلهم حضروا ..
يجلسون القرفصاء،يصارعون الكسكس البدوي،يشربون كؤوسا من نعناع وشاي ساحر. أنا الآن اسمع أضراسهم تجد وتكد!
دنا الإمام من سروالي التقليدي المذبوح.
همس لي
-احمـد الله.
ستصبـح إماما مثلي،
تكتب تمائم المحــبة لهن،
تعالج سعال صدرهن..وسوف تصير نمرا،يزدرد الحلوى ..
.
........... .......
أبي فـي الركن البعيد هناك،يلهو بالسبحة الطويلة،يتسلح بمنجل مسننة..
صمت ثم انفجر:
–اسمع أيها ” الإمـام ” الهرم..
أريـد أن يكون رجلا كامل الوصف..
إن لم ينتصر على الوردة بنت الوردة في ليلة العز والنخوة..فإني سوف أهشم عظامك القديمة بسلاحي هذا..
ولم أفهم ما ردد والدي..
وحالي يردد:
أيها الإمام:
حقـــا على يديك تعلمت أول الحروف والتراتيل.
حقـــا أنت علمتني كيف أحفـظ ألواح السمق في كل مساء وصباح.
أنـــت أنرت لي الطريق فتجلت لي آيات الحق وأمجاد الآلهة...
أنت سلمت لي المفــتاح.
لكن..
من أي القارات قــدمت لتحرق دماغي ؟
----------------------------
في المسـاء…
مـلأ الراقصون تاجي بلؤلؤ ومحار ومرجان،فاضـت الخيرات في مدني ودولتي،غرقت في نعيم الأمراء.
اليوم..
أنا سلطان قريتي:
أخالني بين دقات الطبــول وأنغام المزامير حاكما ساميا يصـدر الأوامر العليا،وقـومي يسجدون تحت عرشي.
أقبلت”إيـطـو”..
مزقـت طربوشي الأحمر..
اخـتلست ثروتي ..
صحت..
-سألتها:
-أين خزائني يا بنت الثعلب ؟
أريد تاجــي. وخزينـتي..؟
أيــن اللؤلــؤ.؟
أيــن المرجــان.؟
أيــن عــود زرياب ؟
أيــن الدولارات والدراهم..
-قالت :
هي في أمن وأمان ..
عندما ستنمو، سأشتري لـك قميصا بلا أزرار كي تطيرعاليا.عالـيا.
-غضبت :
لا ..
أنت تكذبين..
عندما ستموتين..
سيقــذف بك الحاكـم العام من أعلى القلعة.
أنت لصة بنت ذئب!
------------------------
واندمل الجرح..أتسمعني..يا إمام طفولتي..
أما زلت حيا ترزق؟ تعال كي أراك..لا تخف من حقد او انتقام ..سأقول لك:
شكـرا
أنت،شجعـتني على تذوق كعك الإناث والحصـــان صهل لي عندما نضجت فكان صديقـــي.








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.