mardi 25 octobre 2022

نادل المقهى // محمد محجوبي // الجزائر


 يفقه جيدا لغة العيون وتضاريس الوجوه التي تتسمر في أوج أسئلتها الخريفية . كما هو لغزه الموزع بين طاولات ناطقة الأسرار وحتى تلك الكراسي المعذبة التي تهالكت من أمواج أقوام نبتوا منها أو ارتحلوا فيها . في كثير من الأحيان يكون النادل غائبا فتأتيه الخبايا صاغرة من غسق الحكايات المتلاطمة الى شفق متجدد يعلن كثافة النادل بين أوعية الضجيج الدخانية . وهو لا يزال محتجزا عن طفله الصغير الذي تقزمت طفولته فطفق غليظا على أوبائه الصدرية وحين يسعل في وجه أبيه يفشي له بعينيه حرارة غير عادية تكوي جسديهما نحافة انكسار يابس . بينما أبوه النادل المتمرس يهندس في مخيلته العنكبوتية شيئا ما يتوسمه في دخان المقهى وجدرانها الباهتة كأن يصبح طفله هذا المتصل بحرمان يصبح نادلا مرموقا يهزم قبائل الضجيج فيغزو فراغات أبيه المستعرة بزمكان ثابت مثبت









Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.