lundi 24 octobre 2022

حرية الإبداع // محمد عبد الله الخولي // مصر


" حرية الإبداع مكفولة لكل صاحب قلم مبدع، خلف مجازات لغتك يقبع ضميرك، تتقنع نواياك، خلف اللغة " الشعرية" تتشكل رؤاك، يتجلى قصدك وفق علاماتك التي توظفها في نصك عن وعي، فاختر منها ما هو غير ملبس للمتلقي، حتى لا يضل في مسارات التأويل، الحكم على الإبداع، وليس على النية لكونها غيبا، ولا على معتقدك، فهو لك وحدك، نصك متى قيل، لم يعد لك، أصبح ماثولا سيميائيا، على مشرحة التلقي، وكل يتلقى وفق أيديولوجيته/ مرجعيته الفكرية، الثقافية، العقائدية، ووفق فهمه لسياقات التاريخ، وعنفوان الإبداع وسطوته، وفتنته التي راح حيالها ألوف من المبدعين، أصحاب التجارب التي شذت عن القاعدة العرفية المتشكلة داخل سياج مجتمعي، يسمح بهذا، ولا يسمح بذاك.. لك ماشئت، والإبداع - وأعني به الإبداع الحقيقي- لا قيود عليه، ولا حدود له، لك ما شئت، وللمتلقي ما شاء، لو كنت ذا حنكة أدبية، لما اتسعت الهوة بينك وبين المتلقي، فجلال الشعرية كامن في تجلي قصدك، واستلهام مرجعيتك الفكرية، من خلال نصك، وإن كان من خصائص الشعر المميزة له، دون غيره من الأجناس الأدبية، هو أن تتماهى/ تتباعد تلك العلاقة الجامعة بين الدال والمدلول، فكلما اتسعت الهوة بينهما، تجلى الشعر حقيقة، وتلك معادلة صعبة جدا، أن تبزغ شموس قصديتك في نصك، وأنت في ذات اللحظة تصنع برزخا بين الدال ومدلوله، على مستويين: مستوى الكلمة في نسيجها الجملي، داخل النص، وعلى مستوى النص كاملا، باعتبار النص علامة، تندرج تحتها علامات فرعية، تضيء النص للمتلقي.
وعلى مستوى التلقي، لابد أن يحاول جهده، للوصول إلى قصدية المبدع، وأن يدرب نفسه على القراءة الواعية المدركة، فالمتلقي فاعل في النص، يستحضره المبدع وهو يكتب نصه، ليبني جسرا تواصليا بينهما، والقراءة ذاتها فاعلة في إعادة بناء النص، إثر عملية التفكيك التي يقوم بها القارئ، لينبني النص مرة أخرى، وفق تلقيه، فالقارئ وجوده في النص إيجابا وليس سلبا، فهو فاعل حقيقي، ولذا عليه أن يتسلح بآليات القراءة الواعية، وهو يقرأ الإبداع، ليكتشف خوابيه، وينتزع النقاب عن وجه النص، لتتكشف مكامنه، وتتجلى خوافيه، وتنجلي غيابة جب النص، عندما يلقي المتلقي بدلوه، فيغترف منه علا ونهلا، وتأتيه بشريات التأويل.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.