كان كل همه أن يزيح من داخله هذا العشق المستحيل من قلبه، فلم تكن الأيام وما تعاقب فيها من أحداث كفيلة بتغيير هذا الشعور الجامح من قلبه، ولم يستطع زواجه من أخرى كفيلا بمحو ذكراها من فكره، فظل طيفها يلاحقه ، وظلت صورتها تنط في مخيلته كلما شرد فكره...
كان عشقه سرا لم يبح به لأحد، لكن أصبح يشكل عبء يزداد ثقلا ومصدرا لتوتره الزائد في تعامله مع زوجته وأبنائه...
الرجل أصبح يكره هذا العشق ، ويكره اليوم الذي رأى فيه هذه المرأة التي ترسخت صورتها في ذاكرته، فتظهر له مبتسمة وهي تنظر اليه كلما استرجع ذكرى ذلك اليوم الذي رآها فيه أول مرة،
صورة من تاريخ مرت عليه عقود من الزمن، ورسمت أخاديدها على محياه ، وحتى تلك التي شغلت تفكيره قد تكون سيدة انهكتها الايام و أطفأت فيها بريق البهاء...
كان وقع المفاجأة قويا على الرجل حين وجد زوجته تتأمل في صورة من ألبوم صورها وهي تسترجع ذكريات الشباب، كان من بين اللواتي في الصورة صورة معشوقته ، مرتبكا سأل زوجته
_أتعرفين هذه ؟
سأل زوجته وهو يشير إلى الصورة
_نعم ..كانت من اللواتي أعرفهن لكن لم تكن بيننا صداقة ...أعرفها فقط كزميلة ...
ولأنه اراد أن يروي فضوله بمعرفة المزيد أخذ ينوع في أسئلته
لدرجة جعل زوجته تشك في الأمر لتسأله
_هل تعرفها...؟
مرتبكا أجاب
_رأيتها مرة واحدة فقط....أظن في مناسبة من المناسبات...عرس أظن أو شيء من هذا القبيل...
قالت الزوجة متنهدة
_هذه الفتاة تعلق بها رجال كثر...كانت محظوظة...لكنها كانت تستغل الأغبياء بجمالها ...
_تعنين ....
_نعم أعني...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.