mercredi 21 juin 2023

مستحيل ... // حبيب القاضي // تونس

 

مستحيل.. مستحيل.. كانت إجابتها بكل تلك السرعة.. كأن تلك الكلمة تسكن لسانها.. انها سلاح دفاعها الأول.. تعايشت ما تلك الصورة النمطية ..أُريدَ لها أن تكون.. سيدة بكامل أناقتها و كبريائها.. كلما واجهت نداء يخرج من أعماقها، أجابت.. مستحيل.. هذا وهم..
الزمن،هذه الآفة كثيراً ما حولتنا تماثيل تتحرك.. آلات تعمل بانتظام، وقع برمجتها على ما يجب فعله.. اتبعتْ خط السير المستقيم.. تعلمت بدغمائية أن المنعطفات و التعاريج لا جدوى.. الآن و هي ترتب أثاث منزلها.. دولاب ملابسها.. قناعاتها التي تتباهى بها.. تساءلت.. ماذا لو غادرتْ صورتي ذاك الاطار.. ستخرج من الباب الخلفي أو النافذة.. لا يهم.. وتلقي بثيابها أرضاً.. ستأخذ من ورود الحديقة و أوراق الشجر ثياباً خفيفة.. تأتي إليها تلك العصافير و الفراشات.. تحط على كتفيها.. زندها.. أعلى النهد.. بعض الزهرات الصغيرة تتشكل خلخالا لقدميها الحافيتين.. تمد يدها.. تمسك حزمة من أشعة الشمس و تغتسل بها.. لأول مرة ستفتح عينيها للساكن فيها.. وبذلك اللمعان الفضي.. تمرر أناملها على شعره.. خديه.. شفتيه.. "أنا لا أرفق بك.. أنا رفقت بحالي.." وسرت رعشة بكامل جسدها.. دمعتا انعتاقٍ كانتا سجينتي ذلك الواقع.. تلألأتا..لا تنتقد اضطرابي.. لقد أدركت لتوي جمال الشمس.. كم كان يشبه الكهف ذاك البيت.. لن أعود إليه و إلى حماقتي.. أعجبك الوشم على كتفي!!.. أليس كذلك؟.. كان كل شيء براقا.. تحولا إلى غيمة بيضاء في الأفق الأزرق.. و أنشدت الريح أغنيتها العذبة.. رفعت رأسها.. بحثت عن رقمه.. "عالسلامة.. أخبرني متى نلتقي.. كم أحتاج أن نلتقي.. "





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.