كيف يمارس الزّمن لعبته و لا يصيبه الملل.. يبدو أنه مازال منتشياً بساديّته و أنا و أنت و هم ضحاياه.. فتحت عينيّ لأراك فألقى رماده في المآقي.. تجهزّت كطفلة بكل الفرح و أنت تبتسم لي لكنه اقتلع كل حواسي من جذورها و ألقاها كمشيمة جنين مات في الرحم.. الزّمن لا يبالي، وحدك هناك تتفتت لأجلي، تنتظرني كحقل بيدر و تشهد على عواصف البرَد و هي ترجم حبات خصبي.. أخرج من كل جراحي، بكامل النزيف داخلي و أركض نحوك لكن تعب الروح يسقطني، و يرميني أرضاً، أتخبط باكية في حلمي و أراك بكل الأسى تجمع طيفي من وجع انتظارك.. رائحتك، حرارة كفك و حتى ابتسامتك علقت بيدي.. هل كنت تستقبلني أم أنك لوّحت مسلماً على قدري.. لم أخبرك و نداك يستقر في جفاف شراييني أن ارتوائي منك صعب، حاولت أن أناديك لكن خانتني حنجرتي، حاولت أن أعدو إليك فخذلتني كل طاقاتي.. لقد استنزفني الزمن..
حين كنت تتحدثين ونحن وحيدان، اخترت أن أكون قبالتك، يومها لا أذكر مواضيع حديثنا.. رأيت حلمي في عينيك، أخذتني نقطة التقاء الأفق الأزرق بالمارد البحري،، عاهدتك حينها بيني و بيني كما يفعل البحارة مع اليمّ ألا نفترق.. كما تفعل النوارس مع بلاط المراسي و مع الشراع.. عاهدتك أن أنتظرك.. عاهدتك ألا أخذلك.. لا تحزني إني هنا رغم هشاشة الأشياء فينا.. رغم الأسى نكتب لبعضنا في لحظة.. مهما قتّلونا أنا أخلقك.. لا تحزني..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.