لا تلمني إن كتبت كلماتي
والحروف تنسل من بين يدي
كخيوط حرير في مهب الريح.
من لغة تغتال المعنى
وتجتر انكسارات الفكرة
مثل زجاج كأس مكسور.
كم من كأس فارغ
دار واستدار
فوق منضدة حانة الحي القديم
في مدينة الاسمنت الكئيبة
وكم من نديم خالي الوفاض
جلس على طاولتي مزهوًا
ثم يتظاهر بفقد محفظة النقود
في ازدحام حافلة مهترئة.
وقليل من الأصدقاء
كانوا يغنون معي
أغاني الغيوان:
"مال كاسي حزين مابين الكيسان"
ولجاك بريل: "لا تتركيني"
ونشدو مع صباح "شحرورة الوادي".
ونسهر مع فيروز "جارة القمر"
ونردد في وحشة الليالي:
"الغضب الساطع آت
وأنا كلي إيمان
الطفل في المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان".
كنت يومها أصدق الحياة
وأرقص من فرحي مع الأصدقاء
وأبكي في غرفتي لوحدي.
ومرت الأيام و الأعوام
رحل الأصدقاء الأعزاء
والبعض أخذتهم
أمور و تكاليف الحياة
وعدت لرشدي بعد تفكير وروِيَّة
هجرت الحانة
وضوضاء السكارى.
وها أنا الآن
أسابق الحرف
كفارس ينازل ظلّه
حينا أمسكه
وأحيانًا يفر مني.
فلا تلمني إن ضل الحرف عن كتاباتي.
اقتباس كلمات صديقي الشاعر برحمة نورالدين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.