لا أدري
كيف حصلَ
وكيف استيقظتُ ..
أمشي منتصباً / نصفَ نائمٍ
كلُّ
الأرضِ تمِيد
ولا أسمع صَوتي
كل شيءٍ هو غريبٌ مثيرٌ
أصابعي أصبحَت
فتائلاً تشتعِل
وتنطفِئ
وكلُّ ما حولي رهيبٌ
مضاءٌ بِجمرٍ
لهيبٍ
وما
أزالُ قلقاً
مِن عِراك شواردَ
تتراقصُ في رأسي الكئيب
تركضُ بإيقاع خيولٍ
احتلَّت كلَّ ليلي
في سِباق
نَشاز
لا أدري
لِم ضِقتُ بي
وأسأل/ كيفَ عُدتُ أراني
بِرأسَين وبينهما بَرزَخٌ،
رأسٌ في مَصيدَة
والآخرٌ هاربٌ
مِن قبضةِ
الليل
كنتُ ..
أسرِقُني مني
وأُخَبئُ في أركان رَوحي
إِسمي القديم
و
ذاكرتي ..
كنت لا أعرفني
ولا أعرف أن أبي قد مات
وبعد موتِهِ ولدتُ
ألفاً وألفَ
المَرات
وبلا يَدَين
أجُر قطيع قصائدي
بِحبلِ سري
المَتين
ويحدُث ..
ويحدُث أن أسأَم
أن أتعَبَ مني فأقوم ماشياً / نصف نائم
لأعانق توأمي المُتعب
وأناديه الوفي
أينَكَ
أيها الرفِيق
قُلْ لي هل أنا ذاتي
أم أنا جسدٌ
بِروحين
ومَن يكون ..
هذا الذي يُقيِّد لساني
ويسقيني ماءً بِلونِ الغرَق (١)
هذا الذي يُطاردني
يُطلق عَليَّ النار
ويأمرُني
أن
أمُوت
ألا أستيقظ.
---
[ المياه كلها بلون الغرق ] / كتاب للفيلسوف Emil Cioran إميل سيوران
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.