mardi 5 septembre 2017

هذا الحب الجارف الجبار // فؤاد البوهيمي الأخير // المغرب

يسكنني
دون سابق إنذار
هذا الحب الجارف الجبار
ليفرش أركاني بأحلامه
ويمارس هوايته , غوايته
في مزج سحنة الليل
بوهج النهار
هذا الحب الجارف الجبّار
يسكنني
كما تسكن الريح 
مغارات قصية
وكما
تتيه المفردات
في سراديب المعاني
العصية
وكما يشدو
في وحدته الهزار
هذا الحب الجارف الجبّار
يستعمر أرجائي
شبرا شيرا
ويملأ جهاتي
لونا وعطرا
يترجمني
حين يريد
لغة الانفعالات الدفينة
يجعل مني مملكته
والمدينة
ويستقبل الزوّار
هذا الحب الجارف الجبّار
يسحبني مني
حين أريد
وحين لا أريد
يمزق أوصالي ترفا
ويستزيد
هذا الجائر
يستعبد أفكاري
يجعل أيامي 
كالعيد
حين يريد
ذبلت في حجره الأفكار
هذا الحب الجارف الجبّار
وحين يريد
لعبة أطفال 
يحولني
يضغط الزر
فأرقص تارة
وتارة أغنّي
وتارة أقول شعرا
وتارة أقرفص
وأروي قصصا
وتارة أضحك
وتارة أبكي
كثرت في متناوله الأزرار
هذا الحب الجارف الجبّار
يسمّيني حين يشاء
فرحا
يسميني مرحا
يسميني جرحا
يسميني قدحا
يسميّني صبحا
يسميني المساء حين يشاء
تعددت في عرفه الأسماء
واللغات والأفكار
هذا الحب الجارف الجبّار.
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.