أيقظَتْه زوبعةُ التصفيقات والهتاف، جحظتْ عيناه وراء النظّارات السميكة وملأتِ الدهشةِ ملامحَ وجهِه المستدير الذي يشبه وجه طفلةٍ دلول.. وعندما مال عليه الذي يقف بجانبه، تجمَّع كأنما خاف أنْ يتلقى صفعةً غادرةً، لكن الرجل أتم حركتَه واقترب من أذنه اليسرى وجَهَرَ : مبارك سيدي، تم اختيارك بالإجماع لتُشكِّلَ الفريق الحكوميَ المقبلَ. نَدّتْ عنه إبتسامةٌ بلهاء في البداية، أعقبَتْها قهقهة مُجلجلةٌ يُستغرَبُ أن تصدُرَ عن هذا الرجل ذي الجسدِ الهشِّ، أقبل عليه مَنْ في المجلسِ بين مُهنِّئٍ ومتودّدٍ وطامعٍ، مدّ يدَه بالتحية بينما كان فكرُه مسافرا إلى نصيحةٍِ قديمةٍ أسدتها إليه أمٌُه يوماً عندما جاءها طفلاً يبكي تعرُّضَهُ للهزيمة والضرب على يدِ فريقٍِ منافسٍ في حيِّه الفقير: "اخترْ لفريقك القُساةّ العُتاة حتى ولو لم يكونوا يتقنون اللعبة، لأنهم سيحمون ظَهركَ، وحبذا لو يكونون أغبياءَ جهلة، لتسْهُل عليك قيادتهم وإخضاعهم، وحتماً سيكون فريقُك الرابح المُهابَ" ترحّم على أمه في سره، وانفرجتْ أساريرُه على مصراعيها لأنه توسَّمَ في الكثير من المهنئين صفات فريقِه الرابح.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.