هل أعاقبه على طيشهِ ؟
هل بطيشهِ كانَ يعاقبني ...!
حينما أصابني بصعقةٍ في قلبِ القصيدْ
فأُصيبتْ عاطفتي بعمى الألوانْ
هل أعاقبهُ أنا على طيشهِ ...!
فأنزلهُ من على عرشهِ
أُجردهُ من ألقابهِ كلِّها
وأعفيهِ من صلاحياتهِ مؤقتاً
ربما يُصاب بسكتةٍ عاطفيةٍ فأنساهْ
لا هو كانَ أندلسي ، و لا أنا كنتُ مولاهْ
سأنساهْ ... كحمامةِ جارتي العجوزْ
لا هي أطعمَتْها و لا هي تركْتها
مع إلفِِها يستكشفانِ غابةً فوضويةَ البياضِ
يتفكهان ...
يحترفانِ الحبَّ فيها على مهلهِِما
و في كاملِ وعيهِِما يتقدانِ
ثم يحترقانِ من الوريدِ إلى الوريدْ
********
كمنجتانِ مُشاكستانِ أنا و أنتْ
تتلاسنانِ بلهجتينِ مختلفتينِ
واحدةٌ واقعيةُ التخييلِ نهونديةُ الإيقاعْ
تحلبُ النبيذَ من الغيومِ المُمكنةْ
شوفينية إلى حد التفاهةِ
تتوهجُ كالسبحةِ في يدِ الراهباتْ
كابتسامةِ الصبي في نعشهِ
لكنها طائرٌ ماكرٌ يبيضُ خارجَ عشهِ
لا أولَ لآخرها و لا آخرَ لأولها
شبقيةُ المجازِ ، أنثويةُ المزاجِ
صارمةُ الشكيمةِ
لكنها تحبُّ النميمةَ
على لسانِ قوسِ قزحْ
تقولُ أينما وليتَ وجهكَ فثمةَ أنا
أنا شهرزادُك المزمنةْ
*******
و الثانيةُ لا عيبَ فيها
كأنها ولدتْ نفسَها كما تريدْ
نظيفةُ المفرداتِ
كثيفةٌ كعاطفةِ السنونو
تطوعُ الحسَّ فيسمو عنِ الإشباعْ
و مما فاضَ من فضتِها
يطفئُ حرقةَ شقائقِ النعمانِ بالندى
الله قالتْ كنْ أنتَ بصمةَ
وأنتَ تُحصي أنفاسَ فراشةٍ فما فوقها
و ما دونكَ رجعٌ للصدى
كن واقعياً كالراقصاتْ
و هن يتموجنَ كالسجعِ في الرباعياتْ
يُهيجنَ رائحةَ البنِّ في قصيدتي
فيستحيي المجازُ من نكهتها
دعِ الإستعارةَ قالتْ للمحبطينَ
و رومنسيةَ الغروبِ لعبادِ الشمسْ
إكتفِ بالإشارةِ دونَ العبارةِ
و جاهدْ لكي تشاهدْ
و كن مثالياً كسلطةِ النبيذِ على مخيلتي
حين تتركني خفيفاً كغيمةٍ على جبلٍ
فأحسدُ الصوفي على حصافتهِ
و أغبطهُ على حدسهِ
حينما قالَ رأيتُ الله رأيُتني أنا
فلولا أنهُ ضمني لانفرطتْ زرقةُ المدى .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.