وسقيتُ يَبسَ بَشاشتي
ما أَزهَرا..
فأبحتُ للخُلّانِ عُمراً أخضَرا
لم أرجُ غيرَ محطةٍ تَرتادني
وأنا أردّدُ في الهوى .. يا هل تَرى
وفمٍ .. من الطعمِ الشهيِّ يشدّني
ويلوذُ في نايٍ لكي يَستذكرا
وتجولُ في رأسي موائدُ خَمرةٍ
مسترخياً بين الغيومِ لأعبُرا
مقهى قديمٌ يستزيدُ مساحةً
ويعيدُ لي رئةً وقلباً مُجمِرا
ودُخَانُ جمرٍ قد تولّى جُلُّهُ
لم يبقَ منهُ ..
يالعُمرٍ .. قد جَرى
وحديثُ ذكرى في ملامح وجههِ
أرخت تجاعيدَ الطُوَى كي تَظهرا
وشجونُ من مرّوا كأنّك بينهم
مُستغرقٌ تندى بأروقةِ القِرى
ماكان يومُك إن عبثتَ بشاردٍ
إلا كتلك الريحِ تهتكُ مُسفِرا
وتحدَُ من بعض احتدامٍ طالني
وأنا العصيُّ منافحاً ومعمّرا
لم أبتهج يوماً بغير قصيدةٍ
نزفتْ دموعَ العاشقينَ لتَسحَرا
وتغضُّ كالأنثى إذا عارضتَها
طرفاً لتبحرَ تَستَشفُّ الأعصرا
مسكونةً بالموريات لها اتّساعٌ
كامتدادِ الضوء تكشفُ مُضمرا
ولنا مواسمُها التي إن أقبلت
تسقيكَ من عينِ الصبا ما أجَمرا
وتشتّتُ الملكاتِ في غاياتها
قد حالَ عن عهدٍ وكان مُقدّرا
ياأيّها العمرُ الشغوفُ
يسيرُ بي
قدرٌ تجذَّر لن يشيخَ ويَعذرا
يبتزّني .. وأنا أبيحُ موانئً
بيدٍ تكيلُ وما أظنّك مُعسِرا
وأدورُ في فلكٍ يغادرُ ضفّةً
ينأى بعيداً في متاهات السُرى
ومواربٍ .. ألقى خرائبَ وعيهِ
تغشاك عتمةُ وجههِ إن أبصرا
ويجرّني نحو انتظارٍ دائم
ليحيلني مثلَ الرمادِ وأكثرا
لكنّني والأمر يختزلُ الأنا
أستلُّ صوتاً مفعماً ما زَمجرا
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.