vendredi 9 février 2024

مطوقا بين أنات ..// وليد حسين // العراق


لا تفضحِ الليلَ قالوا يبتغي سِترا
فهل بغير النُّهى قد فاضَ واستَشرَى
خذني بعيداً فما قلبي سوى أفقٍ
ينأى عن الناسِ لن يستمرئَ العُذرا
وكم أصيبَ بنَبلٍ ما بجعبته
إلّا التريّثَ مهما انزوى قَسرا
فلا مساعٍ لنا عندَ التي انسلخت
من أوّل الوعدِ تبدي رغبةً أخرى
وقد تكون على رأيٍ .. يهاتفُها
صوتٌ من القاعِ يلغي رحلةً تَترى
ولن يصرَّ على أمرٍ بلهفتِه
إلّا على غاربٍ لله ما أسرى
وقد تأنّى طويلاً دونَ قسوتِه
لو أبرمَ النفيَ تستعصي بنا البُشرى
وكم تلظّى .. بهِ شوقٌ لفاتنةٍ
تسقيك من فمِها ما يُشبهُ السَكرى
نهداكِ نهرانِ لا سَدٌّ لساقيةٍ
إن أمسكَ الغيثُ جادا بيننا سِرّا
فلا أُروّضُ عصفورين ما بَرِحا
يستمطرانِ بنهمٍ دونكَ السِترا
وما تجنّى إذا ألقى بسلّتهِ
من كلِّ ريقٍ أراني يصنعُ الخمرا
لكنّما البعدُ لم يغمض لهُ طرفاً
يزداد سوءاً كما أبدى لك الذعرا
وقد يكونُ جديراً في تبرّمهِ
حيثُ احتراقُ النوى يستلهمُ الصَبرا
فلا وربِّك .. ما أبقى لنا طُرقاً
يومَ التقينا أباحَ النشوةَ الكبرى
وهل يلامُ على ما شطّ من شغفٍ
إذا تلظّى بليلٍ يدّعي النُكرا
مطوّقاً بين أنّاتٍ يحرّكها
بعضُ التوجّس أنّى غاب مُغترّا
وللطفولةِ ما تلقي على كتفٍ
همَّ السنين ألسنا للمدى نَذرا
لعلَّ مُتَّشِحاً يطوي بنا مدناً
حدّت ملامحَ طينٍ لم يعد نَزرا
وقد يصعّر ُ خدَّ الشمس مُستَرقاً
من كلّ صوبٍ بريقٌ يُبهرُ النَهرا
لاتحسبنَّ شيوعَ الشوقِ في شفةٍ
إلّا أزيزَ صدىً في صَبوةٍ أزرى
إنّي أعاني لعلّي ناسفٌ وجعاً
إن جدَّ يوماً بلا أنّاتنا الصغرى
ويَستمدُّ من الشطآن ضفّتَها
ويستبيحُ رؤىً للآن ما افترّا
متى يحوزُ عديمُ النفعِ منتجعا
قد حالَ عمّن سوانا يبتغي اليُسرا
فكان مبتهجاً يرمي بغاربِهِ
حبلَ التزلّفِ حتّى أفسَدَ الشعرا
من واحةِ القولِ تستحصي لهُ خطلاً
كما يخونُ الذي في صمتهِ أثرى
فما الثقافةُ إلّا وهمُ مُنتفخٍ
بها يخوضُ شبيهُ العجزِ ما أكرى
وكم يعيشُ حماقاتٍ بها رسخت
مرافئ اللغطِ إن نادت بما استكرى
فآفةُ النقصِ في الأصلاب مُفسِدةٌ
تقصي الحصيفَ بما تستقدمُ الهَذرا.






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.