mercredi 7 février 2024

الصخب و الصمت ( قصة قصيرة) / محمد الكروي / المغرب


على الوسادة الفقيرة ، في شقيها المرتفع و المنخفض ، كنف غرفة طينية ، طلاء أصفر شاحبا.
تمدد الصخب و الصمت ، همسات و مناجاة ، عمل من خلالها الصمت ، مع تدافع حلقات الزمن ، على التخلص من كل ما لا يروق في الصخب .
كالحد من هدره المقلق أحيانا، و مرحه الذي يوقظ غفوة تصفيق خفيف ، على سند من طقطقة كأس شاي ، تدعمهما أغرودة صافية محتشمة مراعاة لحرمة الجوار ... و مزاح يواكبه الأخذ و الرد و الانسحاب زوبعة ترتكن الانزواء تحت غمامة قد تستحيل ليلا دامسا ، ان لم يفرمل لحظة التنبيه .
و تعاونه و إقباله على بريق الحداثة و أوامر و نصائح و تحفيز مرتعه خلال العقدين الأولين من الرحلة ...
اطمأن الصمت ، وهو يلمس ، ما آل اليه عمله المفضي إلى ذوبان الصخب في هواه ، كالملح في الماء ، تلبية مرام و احلام أظهرا نجابة الصخب ، في استيعاب دفء همس الوسادة ، و قد ترجمت واقعا نفض يده من عادات الأمس ، و هو ما أكد إرادة و عزم الصمت في مزيد من التفتق و الابداع ، إلا أن هذا التغير من حالة الى ضدها ، اثار الدهشة و الاستغراب الى جانب اسئلة العيون و الافواه :
- اين ذلك الصخب ، اين ، اين ؟
قلق الصمت و توتر و ازداد منسوب غيضه ، و بات لا يولي أي اهتمام لما يقال ، بينما الصخب و ضجر السؤال يقرع اذنه في استفسار يقول و عيناه لا تستقران على شيء .
- هذا كلام خاو ... و في نرفزة تود نهاية الكلام يغمغم دعوني و شأني ، توحي بطفل مخنوق يجول المكان بعينين محمرتين .
غبارا داكنا ، صال و جال ، فرس الصمت تحذوه نظرة عميقة ، قليلة الابتسامة ، نادرة الضحكة ، وردة الخدين ، ترخيمة منى الروح ، اليها تتطلع الاسارير ، ارتخاء شعاع خاطف ، يروي المحيا ، و الاذن و كل الجوارح المغمومة ، الراقدة في هدوء ، لا يكدر صفوه الا مرح و شغب براعم تدب الفضاء لعبا و توترا فخصاما ، يتم حسمه في الحين .
ذات يوم ،اصغى الصمت الى ثناياه ، و الفاها تناجيه استكثار متاعه ، حامت الومضة خياله ، انكسار بريق خاطف ، ثم مرحت فكره لحظات مختلفة ، ليدعها ترددا و نزاعا داخليا شرسا ، و إبر القلق وخز مؤلم ،الى ان تفتقت العلبة السوداء عن انتقاص من خيط ماء الجديول ،النحيف و الذي يكاد يلتقط الأنفاس ، لولا تدبير ارتأى مرغما جمع الاجمة ، لري مبرقع خضير التوى من شدة العطش ...
تفرقعت الرمانة اشلاء حامضة على وجه الصمت ، بعد ان بث له وهمه شريط الحلم الوردي ، رقصة متمايلة بين شذا الازهار و تغريدات البلابل ، خيمة ظلال منعشة ،فلا اشواك و لا عثرات ، و كل ما هناك حائط قصير ، من السهل تخطيه ، و قطع الخيط الرفيع ، مرادف نهاية الصداع ... الا ان تراكم احداث الامس و المدونة اولا بأول كشفت عن تجرد قوي ، قام بسرد الحكاية من الفها الى يائها ، اضافت اليها تسليات الأعاشي و فقاعات الصابون تندرا ، له يتغنى في انسياب عذب ماء الجديول بللا عبقا...






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.