vendredi 24 novembre 2023

قالت أمي ...! // نجاة دحموني // المغرب

 

قالت أمي...!
---------يا ولدي!
أرضتعك صبرا مع الحليب.
لأنه سلاح فعال سهل التصويب.
مفتاح كل الأبواب ولو كانت من حديد.
فلا تستسلم حين تخيب.
عاود الكرة حتى تصيب.
لتنال ما فيه خيرك و النصيب.
يا ولدي!
تحل بالتسامح شيمة ديننا الحبيب،
بلسم به تلتئم الجراح و تطيب.
هو قوة كل متزن لبيب.
لأن الانتقام ضعف رهيب.
ناره لا تنطفئ و لا يسمع لها خبيب.
غالبا ما تحرق صاحبها بشرارها و اللهيب.
يا ولدي!
إن ظُلِمت يظل الله وكيلك و الحسيب،
لدعوة المظلوم دائما مجيب،
يسمع آهاتنا، أناتنا و الدبيب،
صِدق ما نعلن و على نوايانا رقيب.
واعلم أن التسامح لا هو ضعف ولا عيب.
بل عطر يميز سيرتك حتى لما تغيب.
يا ولدي!
مع الحليب سقيتك حنانا.
زرعت فيه صدقا و إيمانا.
ليغمرا قلبك و يكونا عليه سلطانا.
تنثر و تنشر حبا صادقا يضيء أكوانا.
ليس تمثيلا و بهتانا.
لا كلاما منمقا وبيانا.
و لا خطابات تلاك وكأنها لبانا.
يا ولدي.!
ليست كل الطرق بساط أخضر.
و لا غلال الأشجار كلها فاكهة طيبة و ثمر،
بل فيها السام وفيها ما مذاقه علقم مر.
فميز بين ما ينفع وما يضر.
لأنك كبرتَ ولم تعد ذاك الطفل الأصغر.
سجل وصاياي و لا تتأخر،
في عقلك وقلبك لا في دفتر.
يا ولدي!
الحياة شائكة ملؤها عبر
حسب ما كتب لك القدر.
لكن الزم الوضوح في كل درب و ممر.
فكر قبل أن تخطو و تحلٌَ بالحيطة والحذر.
فأنا تعبت و على الأهوال لم أعد الأقدر.
لكن في الصلاح سأشد أزرك أكثر فأكثر.
لأنني كأي أم أتمنى أن بك أفخر.
يا ولدي!






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.