mercredi 22 novembre 2023

المدينة الشامخة // حسين المغربي // المغرب


المدينة المتكئة على جنبها تحتضر،
و تحتضن أطفالها..
الشوارع الخالية تبكيها..
دوي و دوي..
سيارات إسعاف..
فيما الطيور المرعوبة لا تكف عن التحليق بجنون..
في سماء يملأها الغبار،
و الغيوم..
بينما الطائرات المغيرة تقتنص الأطفال.
الخراب في كل مكان و الجثث..
و رائحة الموت.
لم يعد مخيفا هذا الموت..
طوعته رغبة الحياة..
و رغبة البقاء الجارفة..
كل الوجوه مبهمة..
و بلا قيمة..
وحده وجه الملثم آية..
و رجل يحمل طفلته جثة هامدة..
بين أنقاض بيته..
يصيح ملء فيه..
سنموت هنا..
اليوم أو غدا..
نموت ألف مرة و مرة..
فداء للوطن،
و فداء للمقاومة..
و لا لجوء غير لله..
الرجال هنا تموت واقفة..
و الأطفال يشبون فجأة..
و النساء الولادات حكاية أخرى..
المآذن و الكنائس أصوات السماء..
تنشر عبقها في النفوس،
في الحارات..
و تضمد الجراحات..
المدينة المتكئة على جنبها حبلى..
كلما أثخنوها..
تظل واقفة،
و تقاوم..
كل الوجوه مبهمة..
و بلا قيمة..
وحده وجه الملثم آية..
إنما النصر صبر ساعة..
و الشهادة بغية..
المدينة الشامخة..
منتصرة..






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.