بغير ارتيابٍ في الهوى وسؤالي
يفرُّ أمامَ العينِ طيفُ خيالِ
كأنّ بنا من قبضةِ الريحِ رعشةً
لنَغرَقَ في تيهٍ ودون مَآلِ ألا أيّها القلبُ الذي نفحاتهُ
تكيل اتّساعا منذ وخزِ نَكَال
وما حولنا من مردياتٍ تجذّرت
تعيقُ رؤى للأمس خلفَ سجالِ
وكان لها في سلّمِ الحظِّ واحةٌ
وزرعٌ يهيجُ النفس عند منالِ
محيّرةً تلك المرامي كأنّها
تريدُ اندلاعَ الحربِ دون قتالِ
وما بيننا يطفو على السطحِ
لم يزل
بأسوأ حالٍ مُذ علقتَ ببالي
سوى الحزنِ
لن يلقى وما لك حيلةٌ
إذا قام فيهم مُعرضاً لنزالِ
فأيُّ اصطبارٍ زادَ فيك مهابةً
وأيّ هوى في القلب يومَ جلالِ
كأنَّ خبايا المرءِ إذ رمت حبسَها
ستظهرُ حتماً في أتون فعالِ
ولم ترتدي إلا سجيّةَ مُخلصٍ
تجانبُ ما يسطو بمحضِ ضَلالِ
فكيف أشحت النارَ عن وجهِ غابرٍ
يثير شكوكاً من سعير رمالِ
ولم يحتفظ بالودِّ دون ضغينةٍ
إذا كان مخذولاً أسيرَ خصالِ
أراد لنا من غمرةِ الماء موطئاً
ليبلغ شأواً في دروب محالِ
وكان كما يبدو يعانقُ نجمةً
بغير هدىً في البعد ركبُ رِحالِ
فأضحى يحيل الأمر دون غضاضةٍ
على كِبَرٍ يزدادَ طولَ خَبَالِ
يقيمُ كملتاعٍ يئنُّ بغربةٍ
وسفرٌ طواهُ الليلُ دونَ زوالِ
وكم جامعٍ يشكو غرابةَ دهرهِ
فأمسى بلا رَحبٍ لكلِّ نوالِ
على مضضٍ يغشاهُ سرُّ تمردٍ
وقد كان ممهوراً بلحظِ نِضالِ
لعلّ ظلالَ الوقتِ حرّك ساكنا
يميدُ لنا وجهاً وبعضَ خصالِ
وكان يداري وعكةَ الروحِ في الخفا
بوهم لقاءٍ في الهوى وسؤالِ
وتعدو به للوصل ألفُ حكايةٍ
مسوّغةُ الآمالِ وقعُ حبالِ
فيا لائمي مهلاً إذا طالَ بعدُنا
فإنّا احتكمنا وسطَ طيشِ نبالِ
وإنّا عدونا في متاهات زحمةٍ
تقمّصت الأدوارَ منذُ هُزَالِ
لقد كان لي ..
في دوحةِ الحبِّ رحلةٌ
تشيرُ بلا شكٍّ لكلِّ وِصالِ
إذا ما بلغنا من جمالٍ وعفّةٍ
وغبنا طويلا تحت جَفنِ ليالِ
ستبدي لنا الأيّامُ عن عينِ ساخطٍ
يريدُ بنا قَهرَاً وهنَّ خوالِ.