dimanche 30 juin 2024

ما تبقى مني ...// يحيى موطوال // المغرب


لم أشَأ
أن أزعجَ
أنفاسَك المقدَّسة.
بلَّلتُ رؤاي
بهشيمِ ذكريات مكتظَّة
بالاختناق.
وأقبلتُ مذعورًا
من لهاثِ الطَّريق
إلى نصوص العبث،
محاولًا الانتحارَ
بالصّمت .
لم أُدركْ
أنّي ابتهالاتٌ
مركونةٌ
في خجل دموع
أربكَتْ وجعَ
وقتٍ مخدوع .
أنّي غزلٌ مصلوب
على غثيان
هيام طائش .
وحدَها العبارة
تتنفَّسُ تفاصيلي
وأنا أنتحبُ.
وحدَهُ الشِّعر
يلدُني قدِّيسا
في حرير المجاز .
أعكِّرُ
غيرَ مبالٍ
مجاز السؤال
بطيش حيرتي ،
بينما
يبقى شكِّي
وجعًا آخر
في عهنِ التَّكوين.
أسألُني ولا أجيبُ
فقط
أصنعُ منّي
شغفَ جنونٍ
وأنا أنزفُ
عبثَ طيشٍ مرير .
سأنتظرُ قليلًا
منتصرًا لأملي.
لا شكَّ سيأتي
من منفاهُ البعيد
غريبًا يختالُ .
سأعثرُ
على ما تبقَّى منّي
مبعثرًا على وجهِ
ماضٍ مغترٍّ…
سأنشِئُ لمداي
متَّسعًا أشسع
وأنا أكتبُ بحزن
آخر وصاياي .
لم أشأ
أن أموتَ
في ال هناك
دمًا مسفوحًا
فضيلةَ قصيدةٍ
دونَ وزنٍ ولا قافية .
لم أعتقد
أنّي سأظلُّ
إلى الأبد
هاربًا منك
يا أنا
طيفًا
تطاردُهُ القصيدة .







شعري إليك ..// علي الزاهر // المغرب

 

شعري إليك ، أسوقه
جدائل من وارف العشق ، أقوله
ففيه بهاء النبض و الحرف سائقه
و المعنى ، كلما أشعلني فيه قصيد ، أداعبه
حتى ترى منه وهجا من سالف عمر ، أقاسمه
أمضي بين الذكرى و الذكرى ومضا لعلي أرصده
فيأتي بنار الهوى خفقا ، أسابقه
عرجت في القصيد لذكراه ، أعاهده
أن الفؤاد في مثوى الهوى ، يذاكره
حتى يرى من خفقاته أفقا ، يسامره
ترميني بلفح البين دروبه
فأغدو على شبق الهوى ، طفلا يحاججه.








jeudi 27 juin 2024

محيرة تلك المرامي ..// وليد حسين // العراق

 

بغير ارتيابٍ في الهوى وسؤالي
يفرُّ أمامَ العينِ طيفُ خيالِ
كأنّ بنا من قبضةِ الريحِ رعشةً
لنَغرَقَ في تيهٍ ودون مَآلِ
ألا أيّها القلبُ الذي نفحاتهُ
تكيل اتّساعا منذ وخزِ نَكَال
وما حولنا من مردياتٍ تجذّرت
تعيقُ رؤى للأمس خلفَ سجالِ
وكان لها في سلّمِ الحظِّ واحةٌ
وزرعٌ يهيجُ النفس عند منالِ
محيّرةً تلك المرامي كأنّها
تريدُ اندلاعَ الحربِ دون قتالِ
وما بيننا يطفو على السطحِ
لم يزل
بأسوأ حالٍ مُذ علقتَ ببالي
سوى الحزنِ
لن يلقى وما لك حيلةٌ
إذا قام فيهم مُعرضاً لنزالِ
فأيُّ اصطبارٍ زادَ فيك مهابةً
وأيّ هوى في القلب يومَ جلالِ
كأنَّ خبايا المرءِ إذ رمت حبسَها
ستظهرُ حتماً في أتون فعالِ
ولم ترتدي إلا سجيّةَ مُخلصٍ
تجانبُ ما يسطو بمحضِ ضَلالِ
فكيف أشحت النارَ عن وجهِ غابرٍ
يثير شكوكاً من سعير رمالِ
ولم يحتفظ بالودِّ دون ضغينةٍ
إذا كان مخذولاً أسيرَ خصالِ
أراد لنا من غمرةِ الماء موطئاً
ليبلغ شأواً في دروب محالِ
وكان كما يبدو يعانقُ نجمةً
بغير هدىً في البعد ركبُ رِحالِ
فأضحى يحيل الأمر دون غضاضةٍ
على كِبَرٍ يزدادَ طولَ خَبَالِ
يقيمُ كملتاعٍ يئنُّ بغربةٍ
وسفرٌ طواهُ الليلُ دونَ زوالِ
وكم جامعٍ يشكو غرابةَ دهرهِ
فأمسى بلا رَحبٍ لكلِّ نوالِ
على مضضٍ يغشاهُ سرُّ تمردٍ
وقد كان ممهوراً بلحظِ نِضالِ
لعلّ ظلالَ الوقتِ حرّك ساكنا
يميدُ لنا وجهاً وبعضَ خصالِ
وكان يداري وعكةَ الروحِ في الخفا
بوهم لقاءٍ في الهوى وسؤالِ
وتعدو به للوصل ألفُ حكايةٍ
مسوّغةُ الآمالِ وقعُ حبالِ
فيا لائمي مهلاً إذا طالَ بعدُنا
فإنّا احتكمنا وسطَ طيشِ نبالِ
وإنّا عدونا في متاهات زحمةٍ
تقمّصت الأدوارَ منذُ هُزَالِ
لقد كان لي ..
في دوحةِ الحبِّ رحلةٌ
تشيرُ بلا شكٍّ لكلِّ وِصالِ
إذا ما بلغنا من جمالٍ وعفّةٍ
وغبنا طويلا تحت جَفنِ ليالِ
ستبدي لنا الأيّامُ عن عينِ ساخطٍ
يريدُ بنا قَهرَاً وهنَّ خوالِ.







على قارعة الانتظار // نجلاء مرزوق // تونس

 

على قارعة الانتظار تشيخ أشواقي
تتسلل مني دون رأفة
وتدمع في غيابگ أحداقي
تغازلني الطمأنينة. ولا أجدها
طرقاتي
...
أرهقتني طرقاتي..
گم مشيتها مهرولة بكعبي العالي
گم أدميت قدمي
ولم أكن أوزع رغم الوجع
إلا ابتساماتي
ظننت أنك خالد
وخاب ظني
وها أنا أبحث عني في المرايا
وفي القصص
وفي الحكايات
گم گذبت
مخادع راقني خداعك
ووسمتگ وتيني
وأغدقت عليك الهبات
أكاد لا أعرفگ
ولم أدون يوما نهاية
للهفتنا
ولجنون البدايات
لا تنتظر أن أكون حكيمة
فأنا هگذا بين لهو
وشتات
وهگذا مازلت
رغم أنگ لجمت القلب
والدقات.







mercredi 26 juin 2024

ترجمة نص "أوراق الزيزفون " للشاعر أحمد بياض // محمد علوي امحمدي // المغرب


ما بعدك
بئر
/جرح الظلام/
كم لديك من إسم؟!!!
ولظى الشفاه
غائب
عن القبل ......
أنا شاعر
في عرين الكلمات
كم لدي من ظل؟!!!
كم لدي من بئر
يعزف مهد الحلم.....
لا تقولي
تعال إلي
فالنداء
يتبخر
يحتضر
في مساء الطريق
يفتك بهيئة الصمت
على خلخال الشعير
ومزامير الشتاء
على غصن زيتونة
على قربان الرحيل
يتيم جائع
يكشف عن أوراق الخريف
يكشف عن مطر وراء الغيوم
يكشف عن جسدي النحيل
حاملا أوراق الزيزفون
معتمرا وحل الألفاظ
لاغيا جمرة القيود
كن في اللحظة الفارغة
على وجنة ثائر
على بريق أرملة
نجمة يطاردها شرطي المرور
نهرا يحمل أسرار البحور......
ذ بياض احمد المغرب


La feuille du tilleul s'apparente à un cœur et de cette forme est née la symbolique de l'arbre : amour et fidélité. Il est également considéré comme étant l'arbre de la liberté et de l'amitié.
*********
Feuilles de tilleul***
Après toi
un puits
/une blessure des ténèbres/
Combien de noms as-tu ?!!!
Et la flamme des lèvres
est absente des baisers......
Je suis poète
dans l'antre des mots
combien d'ombres ai-je ?!!!
combien ai-je de puits
qui berce les rêves...
Ne dis pas
viens vers moi
parce que l'appel
s'évapore
agonise
dans le soir du chemin
er détruit la forme du silence
sur une chevillère d'orge
et les psaumes d'hiver
sur une branche d'olivier
sur une offrande de départ
Orphelin, affamé
Il révèle les feuilles d'automne
révèle la pluie derrière les nuages
révèle mon corps frêle
portant des feuilles de tilleul
portant la boue des mots
il a accompli la Omra des mots
il a annulé la braise des chaînes
Sois dans l'instant vide
sur la joue d'un révolutionnaire
sur l'éclat d'une veuve
une étoile poursuivie par un agent de la circulation
un fleuve portant les secrets des mers...








mardi 25 juin 2024

يوم عشق // نصيف علي وهيب // العراق


رصعت أيامنا جبين الزمن بالأمنيات، ألقاها إلى القاع، تلقفتها الأفياء قصائداً، ليتألق بها العابرون إلى الغد، تشرق معهم الحقيقة شمساً، في يوم عشق، للجميلة حياة، ما زالت هنا، وهناك، في الحقيقة حتما تكون.






طلقة حبر // نجاة دحموني // المغرب

 

طلقة حبر
آنست وحدتي و خففت مصابي.
أزاحت مللي و أراحت تعبي.
ابتلعت مر عذابي.
أخمدت نار غضبي.
دونت استفهامات دون جواب
أظل بها ذاك المردد الشادي
-------------------طلقة حبر.
وشت بما مضى و غاب ،
سرائر ظننتها دفنت تحت التراب.
بكت فراق أعزة و أحباب.
اشتكت وهني، خوفي و الارتياب ،
غدر من حسبتهم أطيب الأطياب ،
و ظني فيهم خاب.
----------------طلقة حبر.
من خيال جامح و فكر وقاد.
مم علي الوهاب جاد.
هم أسلحتي، زادي و الزواد.
بهم رسمَت حلمي و المراد
بريشة ألوانها بالأعداد،
بقلم حبره دم مخلوط بمدادِ.
ينثر ألفاظ غضب و وداد
نغماتها نسجت بأوتار الفؤاد،
----------------طلقة حبر.
بصوتها المبحوح الجاد
بدموع حرقة تنادي.
تصرخ لتوقظ من هم في سهاد
لم هذا الخمول البادي !
لم نغض الطرف عن العدو السادي!
قلوبنا تعتصر ألما بسبب التمادي
نظل جل الأيام في حداد
أيادينا مقيدة بأصفاد .
--------------طلقة حبر !
تارة بعزم و إصرار و تحد
كطير جريح من الوجع يهدي
تبعث بصيص أمل في العباد:
تذكر أن أيام العز الماضي
ستعاد رغم كيد الأعادي
لكن لا بالبكاء و لا بالتغاضي.






ترتيبات على جوقة العمر // محمد محجوبي // الجزائر

ضميري المتكلم
مغلف في سبق الأصيل الغافي بين سعف السنين
عند أطلال رائجة التراب
نادرة الركام
تفضي حديثها المتموج
لبساتين أينعت من مسك الماضي
فكم عدت ماضوي الشغف
يستكين نهري المبجل
بمجرد بخار غابر
من تراث شمسنا التي غمزت في سهو العيش
وتركت ضفائرها تميمة في جذع النخلة الهاربة
وبين سفوح تداعبها سنابل القمح
وومض الشعير يعانق نسيمنا
نمنمت طيور ذلك الجبل المرتعش
سمفونياتنا الممنوحة من شلال الحب
بيني وبين النخلة المصلوبة
هيجان مناجاة
فكم كنت سادن الرحيق من جوفها البني المعطاء
وكم كنت أزهو
كبلبل أميري
على سجيتي ونخلة الأصيل
بنظراتي الشعرية أتمرس أفقا مشموم الخيال
أرتب أوراق المساء
مثل طفل تهدهده أرجوحة الضوء
فيغمره نعيم المساء .







سؤال // محمد لغريسي // المغرب


ويلك ..
أيها السائر إلى وهمه..
كيف ..نمت حراشيفك الفوضوية
لم شاخ الرذاذ المرتقب قبل الظلال.
لم بح برقك البشوش
وجفت طلقته!
كيف ..لا يسعدك نهدها
وقد أتاك بضا ..يشهد لك بالتورط
كيف لا يتجرأ ريقك على قضم الهوى!
ليقول حرف الملح:
ألا قد مزقت مذكراتي كلها
يا صنارة زهدت
منذ قمر..
و أمواج..
كيف لا تنظر كنقطة زئبق في قعر بلورة.
إلى سيدة الأخاديد المشتعلة؟
قد تنسج هذه الهاربة منك
بردا لحرائقك.
أو.. لك الزوال..
كمنفي كنعاني يهرول خلف حتفه
ها كفك: شبحك
ها قبعتك ،دون رأسك الثقيلة..
ها شبابيك بيتك وقد ابتلع..
مارد الفلاة هندستها السابقة.
كيف ،وهي التي تغرد عارية في جميع شهقتك
كي يسقط ذراعك منك.
كي لا يعزلك سندباد الريح عن المكان.
لم..
و السفر الذي وليت له وجهك ذات مزار ،
رثاك..
أهداك ..شكلك المجنح
جنب طريق خسرت الطريق..
لم...
والأماني دائرة معاقة..
رجل يتسكع ،لم يبلغ الميناء
فانصرف ، لعلك تصل باب الجمارك
لا تتردد..كما تتساقط دقات الدف
يوما..
تلو عام ..
تلو عمر.
نل غايتك..
من قهوة العارف الكبير ..
قبل..أن يترجل كتابك القبطي.
تشبت بنصف الكبد التي أكلتها
أضراس اليرقات !
بلغ سؤالك للقادمين :
لم خذلك.. هذا الوهم المدبر!







إلى حبيبي ياسين // محمد الكروي // المغرب

 

إلى حبيبي ياسين
على نهر اللغة
نقطة بلورية
يندلق التوأم
شاعرا
يصقل الصخرة
يجترح الألوان
وخفق السبيكة
منوال طري
يمرح شراع
أبجدية الترحال
وفيلسوفا
يلاحق وهج الشمعة
قراءة القراءات
خشخشة غربال
تنساب وفيافي الزمان
ترتق الحلقات
تجسر الفجوات
وزبد المجرى
دهشة ياسمينة
تنثر أريج : لماذا ؟
والكف نحت مفهوم ندي
إلى حين
سراج الدرب الطويل .








lundi 24 juin 2024

لم يأت بك المساء // بشرى العربي // المغرب

 

لم يأتِ بكَ المساء،
على هدى شفق يتهادى.
ولا كبَّلك موعد احتساء قهوة،
على مشارف موج.
مذاقها تسنّى من جفاف صمت
وغابت رائحتها في غفوة صوت.
تألّب من رحلة فطام.
أحتسيها...
وطيفك يتأملني
يشير لفنجاني
كيف أضحى سمجا
ولفنجانك كيف يعاني
من غياب ارتشاف.
وهذا السكر النزق
تلوّن بمرارة حلم.
أسقط قطعه من ارتجاف سؤال...
هل يذوب رأفة برجفة؟
أم يلملم حباته عنوة في الكتمان؟
غُلت يدي
سرح خافقي
تحدث المكان
عن شرنقة ذكريات
عن أسيل صور
عن هيبة حنين.
أتوارى في وضوح جنون
أستريح بين أكف هوس.
أناجي ضلعا أحدب:
يا قلب...
ربما انهرق منه النبض في كأس نسيان،
فما انتابه شوق
ولا حتا على رصيف أحزان،
وكفّ عن وهج طقوس،
تبارك نكهة بُنّ بأنفاسي،
يوم كنّا....
أنا البن وهو الفنجان.

******
من ديواني "حديث الندى"







أوراق من مدافن التاريخ // خلف إبراهيم //سوريا

 

أمّةُ الرّمادِ والشّظايا، في أحشائها طفلٌ يرقصُ على إيقاعِ الاحتضار - كموسيقى الموت الحزينة. أمّةُ النُّحاسِ المُكلَّس تُسلِّمُ الصَّدأَ جيلاً إثرَ جيل، وكأنها تروي قصة نهاية زمن بأيدي أبنائها.
هذه الأمّةُ ضلَّتْ طريقَها، بين صراخِ الصَّمتِ الثَّقيل وذُلّها أمام الدِّماءِ السَّاخنة. تأوُّهاتها كصدىً حزين في قبو مُظلِم، وأنينُها كعويلِ الرِّياحِ في الخرائب المنسية.
قد ينطقُ الحجرُ المُكلَّلُ بالغبار، والليلُ الحالكُ كالإفلاس، والنَّهارُ المُحترِقُ كالأنين - كأنهم شهود على دفن هذه الأمة الحزين. بل قد ينطقُ العَدَمُ الرّاكد كغُراب مُنكوب ينثر المحن على هذه الأطلال.
هذه الأمّةُ ورِثَتْ من أسيادِها دنَاءةً كالسّرطان في المُستنقع، وتهالُكاً كالأسياخِ في سَفْح الوهم. حطامٌ جثَّ على صدرِها كالموت الأزلي، وشظايا تُنسِّمُ جروحَها كمحارق الأرواح الجريحة.







vendredi 21 juin 2024

الرواية بين الإسهاب والإطناب // عبد الكريم حمزة عباس // العراق

 

قد يخلط البعض بين الإسهاب والإطناب، لكونهما يشتركان في بسط الكلام وتطويل المعنى، إلا أن هناك فرقاً بينهما، فالإطناب هو زيادة اللفظ على المعنى مع وجود الفائدة، أو هو تأدية المعنى بعبارة زائدة عما هو متعارف عند أوساط البلغاء لفائدة تقويته وتوكيده، على نحو قوله تعالى: "رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" للدلالة على الكبر في السن، بينما الإسهاب هو بسط الكلام وتكثيره دون وجود فائدة.
وعلى ذلك، فالإطناب من أساليب البلاغة، والإسهاب هو مجرد عيّ وضعف، ولا يُحسب على البلاغة.
الفن الروائي العربي يقف الآن عند مفترق طرق و إمتحان عسير ، إذ لا يمكن لهذا الجنس الأدبي أن يستمر و يتطور اذا ما تحول إلى ساحة للإسهاب و الإطناب.
و من الممكن أن تكون العلاقة بين الوضوح و الإسهاب في كتابة الرواية عملية معقدة و تعتمد في أغلب الأحيان على السياق ، في حين أن الوضوح في الكتابة غايته نقل الأفكار بشكل فعال إلى القارئ.
لذا فإن الكثير من كتاب الرواية يعتبرون أن الأولوية هي لعنصر الأسلوب ، فالاسهاب قد يستخدمه الكاتب بشكل متعمد لتحقيق تأثيرات معينة و لشد القارئ و إغراقه في عالم غني بالتفاصيل ، وهناك بعض الأسباب التي توجب استخدام الإسهاب في الرواية منها :
١- التعبير الفني : يستخدم بعض الكتاب الإسهاب كخيار فني متعمد لخلق جو معين من خلال استخدام الوصف التفصيلي أو استخدام لغة رمزية و جمل إيحائية يمكن من خلالها إثارة مشاعر القارئ أو زيادة التوتر أو تعزيز العمق الموضوعي للرواية .
٢- تطوير الشخصيات : يمكن استخدام الإسهاب لتطوير الشخصيات بمزيد من التفصيل و توفير نظرة ثاقبة لأفكار الشخصيات و مشاعرها و ودوافعها من خلال الحوارات الداخلية الطويلة، و بذلك يتمكن الكاتب من الكشف عن تعقيدات الشخصيات و صراعاتها الداخلية .
وهناك أسباب أخرى توجب الإسهاب و أخرى تمنعه لم يتم ذكرها، وتم ذكر الأسباب الشائعة تجنبا للإطالة .
يرى بعض النقاد أنه يجب تجنب الإفراط في الإظهار و الكشف، إذ أن عنصر التشويق في الرواية يمكن تحقيقه بالتفصيلات الصغيرة و ليس استخدام الإسهاب في الوصف أو التعليق على كل صغيرة وكبيرة في الأحداث.
بينما يرى البعض الآخر أن من خصائص الرواية أن يميل كاتبها إلى الإسهاب في وصف الأحداث بما فيها الزمان والمكان ولا يترك شيئا إلا أن يصفه وصفا تفصيليا ، حيث أن الرواية تستمد طولها من هذا الوصف التفصيلي .
و أخيرا بين هذا وذاك تترك الحرية للكاتب سواء للإيجاز أو الإسهاب على شرط أن لا تتأثر المقومات الأساسية لكتابة الرواية .








هناك شغف // علاء الدليمي // العراق

 

هناك شغف

صدى الصمت // أحمد نفاع // المغرب

 

يطول سلطان سهوي
وتظل دواة حبري
شبه فارغة
و نبضي
ناعس
أين قلمي
لأدون شبق اللحظة
لأهش بطيف على أحرف
من صقيع
ونار
لأقول ..
وكم
قالوا كثيراً ..
ومنهم من جزم
أن سحنة الشعر بهتت
وأن جذوة العشق
ماتت
أو
هي تموت
ومنهم
من تجسر
نعت من يخيط الجرح ..
من يمسد مسارب الأبجديات
من يحفر لينتشل نفسه
من ينحت شاهدة
قبر حلمه
هو
أبله
ليست
كل الدروب
تعيسة من طين
وبعض غمزات النجوم
ترانيم خُلِقت
فاتنة /
تغوي
إليها أهمس
ولا أواري أي سر
من أسرار
ما
أنطق
وكم بالغوا
وهم من أفتوا
أن إشعال النار في الظلام
والرقص حولها
في دوائر
هي
ضلال
إنها
صرخاتٌ
في وجه الموت
إنها ولاداتٌ من العدم
بلباس زفاف
مُعفر
قالوا
وما قالوه
إعجامٌ بِنِصال
ويبقى نداء المدى/
وصدى الصمت
أبلغ
و
أرحم.