vendredi 7 juin 2024

الشكلاطة // نور الدين زغموتي // المغرب

 

في أسفل عمارة راقية في حي راق ، وعند الباب كانت المنظفة منشغلة ، تمسح أرضية المدخل بانهماك بالغ بينما طفلتها تقتعد منضدة على جانب الباب. وهي تنظر إلى طفلة أخرى ميسورة ، وذلك يبدو من خلال هندامها الأنيق جدا. تصحب أمها، التي تتحدث مع امرأة أخرى باهتمام كبير تأكل شكلاطة من النوع الغالي جدا، المحشو بالجوز واللوز. تلحسها بتأن وتقضم منها بصوت لا يسمعه في الدنيا إلا تلك الطفلة الفقيرة ، التي تنظر إليها بعين فيها التمني والرجاء، الطفلة الميسورة تأكل القطعة الحقيقية والطفلة الأخرى تأكل الحلم، وتصدر من صدرها الصغير تنهيدة وراء أخرى. تعتدل في جلستها. ثم تحك أنفها الصغير وهي لا ترى في الدنيا إلا تلك القطعة التي في يد تلك الطفلة الميسورة التي لا تدري بوجودها، تصرط لعابها تدير لسانها الصغير على شفتيها الصغيرتين، متخيلة ذوق الشكلاطة .. ينزل ريقها إلى جوفها مجهولا بدون هوية ، تحاول في فكرها رسم شكل الشكلاطة بكل أبعاده ، ولكن الطفلة لا تفرج عن الشكل كاملا وتخفيه بكلتا يديها، ولا تسمح لها حتى بهذه الصدقة ، فتتخيل الطفلة بأن حجمها أكبر من عمرها ومعرفتها ، فتستسلم لتنهيدة مفاجئة ، تأخذها بعيدا إلى هزيمة لن تقوم منها أبدا ، ولكن الطفلة توقظها بقضمة قوية جدا تقتل الأمل وتصنع اللألم ، فيخفق صدرها منكسرا مسلما بواقعه الناقص وتلفت بصرها إلى حائط العمارة الممتد يمينا ، ولكن بعد حين أدركت الطفلة الميسورة أنها أنهت الشكلاطة، فرمت لفافها الأحمر الجميل قرب الطفلة الفقيرة دون أن تراها، فقامت طفلة المنظفة إلى العلبة الفارغة ، وأخذتها بيدها الصغيرة وقربتها إلى أنفها الصغير وتشممتها، وأدخلت لسانها الصغير داخل العلبة فاستطاعت أن تطعم فتاتة صغيرة جدا ، ثم دست العلبة الحمراء الجميلة في جيب سترتها الصغيرة ، وعادت الى مكانها سعيدة .







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.