jeudi 6 juin 2024

الأداء النفسي للقصيدة الشعرية // عبد الكريم حمزة عباس // العراق

 

الناقد العربي المصري ( أنور المعداوي ) في كتابه المعنون ( علي محمود طه.......الشاعر و الإنسان ) - الصادر عن دائرة الشؤون الثقافية العامة - بغداد - العراق - الصادر عام 1986 - عدد صفحات الكتاب 196 صفحة .
يقول في صفحات الكتاب ( من صفحة 111- 119 ) بإختصار و تصرف من قبلي :
أن هناك فرقا بين طبيعة (فهم ) النص الشعري و طبيعة ( تذوقه ) ، فهو يؤكد أن( الفهم ) يختص بالعقل ، أما( التذوق ) فيختص بالشعور ، أي أن الفهم أداته الذهن الفاحص، أما التذوق فأداته الشعور الرهيف .
أي أن هناك من يقرأ قصيدة من الشعر فيفهم فيها اللفظ و الصورة ، و يفهم فيها الوزن و القافية ، و يفهمها اتجاهيا اذا طلب منه الشرح و التفسير ، و مع هذا كله فهو لا يستطيع أن (يتذوق ) ما فيها من وحدة العمل الفني ، ولا إيجابية التركيب اللفظي و لا تماسك التجربة الشعورية وهي معروضة بالتفصيل من خلال مضمونها .
أي أن الشعر في جوهره ليس فهما للحياة و الواقع يقف بالقارئ أو المتلقي عند حدود الرؤية المادية و الإثارة العقلية فحسب ، و إنما هو ( حركة في الوجود الخارجي تعقبها هزة في الوجود الداخلي يتبعها انفعال ) .
الانفعال هو ذلك التجاوب الشعوري بين الشاعر و المتلقي ، فالصورة البصرية في القصيدة الشعرية هي ليست كل شيء، إنما المهم الصورة النفسية التي تفتح نوافذ الحس ثم تنحدر إلى الشعور و تستقر في أعماق الذات الشاعرة.
يقول الناقد الكبير ( أنور المعداوي ) : أن هناك وجود خارجي و أخر داخلي ، فالوجود الخارجي هو ذلك الفضاء الكوني الزاخر بالمشاهد المادية و يعني به الحياة و الواقع ، أما الوجود الداخلي فهو ذلك الفضاء الإنساني الحافل بالصور الوجدانية و يعني به ( النفس ) حيث هناك تتم مراقبة المدركات الحسية .
أليس الأدب في حقيقته عبارة عن عملية استقبال حسية تعقبها عملية إرسال نفسية بين الأديب و المتلقي و التفاعل المتبادل بينهما ؟
و هنا يحدث الفرق بين قصيدة شعرية و أخرى، فبعض هذه القصائد لا تهز غير الحواس الخارجية للمتلقي ، و أخرى تهز الحواس الخارجية و تطرق أبواب الشعور بصدق و أصالة و النوع الأخير هو المطلوب.
و الخلاصة التي أرادها الناقد المبدع ( أنور المعداوي ) ، انه لو قدر للشاعر أن يمتلك موهبة الأداء النفسي فهو قد ملك القدرة على التعبير الصادق ليبلغ هدفه المنشود ، أن الأداء النفسي كما يصفه الناقد لا يكمل معناه إلا من خلال ( الصدق الشعوري و الصدق الفني )
أما الصدق الشعوري فهو ذلك التجاوب بين التجربة الحسية و بين مصدر الإثارة، أحدهما نفسي منطلق من أعماق الشعور ، و الآخر حسي منطلق من آفاق الحياة و الواقع .
أما الصدق الفني فميدانه التعبير عن دوافع هذا الإحساس بحيث يستطيع الشاعر أن يغلف تجاربه الشعرية بغلاف ملائم و يجعل من ضمن نصه الشعري ذلك البناء المناسب من إيحائية الصور الشعرية بأنواعها المتعددة ( البصرية و السمعية و التذوقية و الحسية و الحركية ......وغيرها ).








Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.