النغمة الأولى :
كنا عصافير مجرات
تسبح في برك ضحكها المتموج بماء زلال
على ورق الزيتون
نسجنا أعشاشنا
فاستلطفنا نسيما يهمس خصلات الشمس
شربنا لبن الأحاجي
من ثدي القمر القديم
توارثنا أعراسا
برغد الفصول نتضلع في مطرها الطروب ..
نردد سمفونيه على ملإ العابرين
بين حنايا حقولنا
وعلى نشوة الزعفران
ورغبة الطيور تساكن ربيعها
ففي كل فصل نصفق بقلوبنا
لينحاز التوت
وتتبرج السواقي من حولنا
فنغرق فينا لآلئ من تيه
النغمة الثانية :
سيدة من بهارات الشمس
تخرج كل صباح
كحورية تحمل الماء كل صباح تحفها مواكب سحرية من طين فواح
تمازج خيلاءها أغان متماهية في أثيرها المضطرد التوق
وبين كل دفق من اشتهاء القوام
تتجانس خيوط اللوحة
من نسيم هامس
وأشعة طروبة تراود خاطر الطين
تغرق السيدة لوحتها
ألوان من عشب بكر
ومن زهور تتعانق في مشية الحمام
فكنا كفراشات ذهول
نمشط حرير اللوحة كل ضياء
فتجيء السواقي جميعها
على نسق الحورية المتمكنة السحر
تجيش بنا غبطة خيال
على أشرعة الحلم
كانت هي ترشقنا بابتسامتها الربيعية
وكنا نحن على أهبة طيور
تنقر بعيونها
ألوان تلك اللوحة الخالدة .
النغمة الثالثة :
تاه الموج
والليل غلاب
وحورية المشي السندسي
تسلقت جبال السنين . أندثر طيبها الطيني
وهرب المكان من زحمة الأطلال
فلم نرقب أفقا جديدا
وكل الألوان والخطوط تلاشت من غربة الماء
والنغمات على واد غير ذي زرع
مكثنا طويلا طويلا
على ساحل يمزح بسرابنا
يعبث بقصائدنا المشلولة
فلم تعد للفصول نغمة شلالها المرصع بقلوبنا
واللوحة في مزادها
مسروقة الريش
على زاوية مقفرة الشعور
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.