mercredi 11 septembre 2024

عرض رأس العام ( قصة قصيرة) // أحمد البحيري // مصر

 

كانا بمقهى ( سارة برنارد) بوسط المدينة بعد عقدين من الألفية الجديدة، وعرض عارض عرضا احمر منه وجهها وتركت طرف لسانها يبلل شفتيها اليابستين رغم طقس ديسمبر، ولما عقدت الدهشة لسانها مالت عليه ميلة واحدة وأشارت إليه. قال فى نفسه ربما فهمت شيئا بالخطأ، وطلب من العارض معاودة العرض بشكل أقل تجردا. بضع دقائق أخرى وصار العرض أكثر وضوحا: معلم روحى من بلاد البخور يلتقى نحو ربع مليون من مريديه على شاطئ المحيط بمنطقة ال ( نورماندي)، ليعلمهم الحكمة والعظات، ويمنحهم السكينة والبركات، أربع ساعات تحت ضوء القمر يتخللها منتصف الليل، وحلقتان كبيرتان من النسوة فى قمصان وردية من حوله مجذوبات، يقلدنه فى الحركات والسكتات، يوقرنه ويعظمنه ويمجدنه، وإذا أعجبته واحدة بذلت له نفسها باللين أو النفير
سأل وهو يدفع الضحك الذى حضره: وهل زار هذا الذكر مدينة النور من قبل؟
قال العارض: تعم، هذه زيارته السادسة
سأل: وما فاح أمره عند الشرطة؟
قال: وصلتها بلاغات بالتحرش والاغتصاب وتسترت عليها، لا تريد خدش علمانية الدولة
نظر ل (فلورانس) بعدما اندفع الضحك من فيه وهو يقول:: وإذا أعجب بهذه، ماذا أصنع؟
قال العارض: إنه لا يعجب بغير صاحبات القمصان الوردية، و يمكنكما الحضور بالصفوف الخلفية على كل حال
حدق بعينى فلورانس المتسعتين وهو يقول: ما رأيك بالصفوف الخلفية !؟ وصنع حركة برمش عينه اليسرى ظلت تضحك معها بانفعال وصخب حتى سقطت بالكرسي فاقدة للوعي. فى هذه اللحظة نهض إلى العارض وأخذ منه الدعوة، فك عنها المظروف فقابلته صورة الذكر القادم من بلاد البخور لنشر دعوته؛ وضعها تحت حذائه سريعا، وراح يعتنى بفلورانس






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.