مازلتُ أبحثُ عنْ محتوىً
لهُ هَوَسُ الفراشاتِ ،
الفراشاتُ التي لمْ يرهبها
سأسطّرُ لحناً بمدارجِ موسيقيٍّ ناقمٍ
لا يأبَهُ بالنشاز
ولا يثيرُ حفيظته هيلمانُ السطور
سأقوِّضُ كُلّ قيودِ
وصلاتنا المشوّشةِ
وإقصائنا الناتِئ
في ميادين الشروق
الانعتاقُ ؛ أنْ أزيدَ جرعات ودّكِ
بلا نيّاتٍ مبيّتةٍ
غير الرسالةِ المزمعِ تقمّصها
بتعريضاتها اللاذعة
وبقفلةٍ لها سحرُ تأوهاتكِ الأخيرة
سأكتبُ بعيداً عن العشق
وعن ملامحكِ التي سأرمقُها
حينَ تومضُ عندَ كُلِّ كلمةٍ
وعبارةٍ من عباراتها المدبّبة
هناكَ سأرسمُ لكِ لوحةً
أدسّ فيها باهِتَ الألوانِ
وأستبقي لكِ شوقاً
فائضاً عن احتياجاتِ البرواز
سأكونُ لكِ تلكَ الضفة
التي طالما حاولوا أنْ يغيّبوها
بجبالِ صدودهم
وقدْ فاضتْ حنوّاً واشتياقاً
يتهامسونَ جهراً بأنّ القصيدةَ
معلّقةٌ علىٰ الأرصفة
يشرئِبّ لها كُلّ بائسٍ
يخالها خلاصاً لأحلامهِ الضائعة
لكنّها زنزانةٌ كبرى
لكُلِّ مَنْ تسوّلُ لهُ نفسهُ
التقرّبَ مِن حِمى أتونِ صفحاتها
حينئذٍ ومِنْ جرّائِها
وهوَ مصابٌ بالخيبةِ الزائدة
سأهتَمّ بنشرٍ
يجذبُ أصابعي الرماديّة
لمباراةٍ حاسمةٍ
تقطعُ نزيفَ مذبحةِ الرغيف
تعطّلُ ابتزازَ سعراتِ الخصخصة
وتصعقُ بصريرها
تجاّرَ البنوكِ الربويّةِ
وسماسرتهم دهاقنةَ الفتاوى المضلِّلةِ
سأبعثُها لشاعرةٍ
كنتُ أراها في مخيّلتي
تهتفُ بي :
فتّشْ عن منفى
يشبهُ معشوقةٍ خَبَتَ بريقُها
تستفزّها
تنفخُ كُلّ رمادِ الذكرياتِ بداخلها وتعيدُ تعبئتها وتشكيلها
لتكونَ لكَ وحدكَ
بجوارِ الشاطئ
ولازلتُ أنتظرُ طيفَها
لأقولَ لها :
لقدْ سكنَ الليلُ
واضمحلّ الشاطئ
وما برحتُ أرقبُ
تراتيلَ فجرٍ وشيك .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.