vendredi 31 janvier 2025

كم كنت وحدي ...// أمينة نزار // المغرب

 

للفراغ سطوة لاتضاهى

وفي لحظات الضعف

 يتآكل الصبر..

وكل الأماكن

 تردد أصوات النحيب.

تنطفئ إشراقات المنى

وتخبو جذوة الرجاء

على صدى رجعه الغريب..

وينتحر الحلم الموَشى

بخمائل الربيع..

على حافة

ذاك الصمت الرهيب.

كم كنت وحدي..

والقدر يتربص بي

من كل الأنحاء،

لا أسمع من الأصوات

إلا بعض نشيج ودبيب.

فارغة من كل شىء

خيط رفيع فقط..

 يشدني ، يعلقني

 بين وجود وعدم مهيب.

أصارع أشباح اليأس

ووهما تكلست تفاصيله

من يباب وشح صبيب.

أتوق إلى يد تمتد

لتربت على قلقي

تهدئ من تسارع  النبض

ورجفة الوجيب.

وأرنو إلى شرارة نور

تشعلني بعد انطفاء

محبط ،عصيب.

لكنها الحياة..

 دوما هناك

متسع لشىء آخر..

بصيص أمل،

ظلال رحمة..

تبشر بنور فجر

في عز السديم

وشمس تشرق عند المغيب.







بقايا أحلام // ثامر الخفاجي // العراق

 

اِبْقَ عَالِقًا فِي دَوَّامَةِ أَحْلَامِكَ، فَالوَطَنُ غَيْرُ مَعْنِيٍّ بِشَطَطِ مُغَامِرٍ يُقَايِضُ النَّجْمَ بِحَفْنَةِ تُرَابٍ. لَسْتَ أَوَّلَ مَنْ رَسَمَ عَلَمًا بِحِبْرِ النُّصُوصِ الْمُتَبَاعِدَةِ وَجَمَعَ بَقَايَاهُ هَوَسُ الشُّعَرَاءِ الْمُغْرَمِينَ بِشِعَارَاتِ الْحَدَاثَةِ، لِيَخْلُفَهُمْ الزَّاحِفُونَ مَعَ اللَّيْلِ إِبَّانَ كُلِّ احْتِلَالٍ جَدِيدٍ، وَتَتَنَاثَرُ عَلَى أَرْضِهِ بَقَايَا أَحْلَامٍ، وَرَائِحَةُ قَهْوَةٍ عَرَبِيَّةٍ تَمْزِجُ الْمَاضِيَ بِغُبَارِ الْحَاضِرِ.وَنَثَارِ عُرْسٍ لَمْ تَشْهَدْهُ الْجَاهِلِيَّةُ . أَيْنَ أَنْتَ يَا وَطَنَ الْأَسْمَاءِ؟ لِمَ تُطْفِئُ عُرْسَكَ؟ وَهَلْ تَسْتَحِقُّ الْأَحْلَامُ أَنْ نَفْنِي أَنْفُسَنَا فِيهَا ؟




رثاء // محمد لغريسي // المغرب

 

يا أبي:
كيف الدنيا بعدك
كيف مذاق الأرض ،بعدك
كيف حزني ، وقد أينع غابات،
كيف أقود خطاي الذليلة-القليلة ،
وقد قصم وحش الكهوف ظهري
وظهرك
أنا اليتيم !
أنا المتيم بذكراك
أتدري ، ماذا حل بي يا أبي؟
تغيرت أحوال كثيرة ، بعد رحيلك !
مات الإمام المقيم
جفت آمال
تبخرت أمطار
ترجل الحكواتي عن صهوته
ذبل الموال ،
زهد المغني
هجرت اللقلاق أوراقي
انكدرت البهجة
هوت
إلى
قاع
بهيم .؟!






أبواب // عبد الإله أوناغي // المغرب

 

أصدقاء دربنا القديم...
أهديكم سري عاريا
كدخان الشام...وحافيا
كطفولة...حينا الأسير...
وهذه الأسوار... تنثر الصور
لتجمعها من الأبواب السبع...
الباب الأول :
نصف الليل و آذاننا
تسترق سمع الأقدام
ورائحة السردين...
الباب الثاني :
له سرداب على البحر...
نرقب أفقه الرصاصي...
كل يوم... و ننشد :
"مات الحولي وادفناه
في في قبور الشهدا
والبراد هو عمي
والخبزة هي دادا "
الباب الثالت :
باب للأقواس...
باب... ينثر الشوق
في انسياب الماء...
الباب الرابع :
يجمعنا...اشتاتا...
يوزعنا... باقات
لأقواس... تسرينا في جداولها...
سحر "الغيطة "
وعنف "الهراز"
تحركنا في حضرة
توحدنا...بانكسار الأمواج...
الله دايم...المعبود الله...الوحيد الله...
الباب الخامس :
مساحة لعاشوراء
أطباق رغيف على الرصيف
وطفلان يتصافحان...
الباب السادس :
وشم على وجوه...عذارى
آسر لوهج... فقر
على عتبات.... باب سادس ،
لايروي عن الباب السابع
ويكتم سر... الأسوار...




أنا لست شاعرا // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

 

أنا لستُ شاعراً
لأتفوَّهَ بما تبتهلُ الدنيا برؤاه
أو أفصحَ عن جرحٍ
مذبوحٍ بالصمتِ
وهذا ما يشعلُ في الأعماقِ
ناراً تسري
من أينَ للجراحِ أنْ تُغنِّي
والأيّامُ لا تفتحُ لنا باباً
أو تَمُدّ لنا كفّاً !؟
أنا أبحثُ عن مدنٍ ماطرةٍ
كي أريحَ غباري
أتلمّسُ الشفقَ
حتّىٰ أبلغَ بزوغي
هَلْ يدَّعي الحجرُ إننا ناعمون !؟
كلّا سيتصلّبُ دخاني
يتجمّدُ شعاعي
وكلّما استوحشْتُ
ذرفَ الرخامُ لأجلي أنغامَهُ الصلبةَ
أمتصُّ منهُ نشوتي
فتتراقصُ الرَشَفاتُ
هوَ الذي استطالَ
فغذَّىٰ الخامدَ مِنْ شكوكي
الشِعرُ إن لَمْ يتأوَّهُ
سيصدَأ تِباعاً
ولَهُ إشراقةٌ لا تشبهُ رتابةَ ضوئي
كيفَ أقِفُ متماسِكاً كالشرارةِ ؟
وهوَ يترسَّبُ حولَ دوائري كالنَبَراتِ
لولا أنفاسهُ
كدّتُ أختلط مع العاصفةِ
لذا أحاولُ أنْ أرفرفَ
بكُلِّ ما أملك من أجنحةٍ
وأذرفَ دمعةً نفيسةً
هذا الهمسُ يثيرُ انتباهَ الضوءِ
الذي حفّزهم فاغتالوا
أصابعَ حلمي بصراخهم البليد
فلا أرقُّ لسماعِ العبيرِ
وهوَ يمرُّ بجواري
لهُ العذرُ في الكلامِ
وليَّ العذرُ في الصمتِ
لأنَّ بخافقي جمرةَ النارِ لا تستعر
فكيفَ أكون مرسىً لكُلِّ العيونِ التي شبّتْ من رمادِ الحريقِ ؟
وكيفَ أكون كتاباً
في عالَمٍ منغلقٍ ؟
وشهاباً في زمنٍ منطفئٍ !؟
أنا لستُ بشاعرٍ
كالنهرِ الذي لا يعانقهُ الماءُ
والطواحين التي تنام
ولا تلامس الرياحُ
وجههَا المطليّ بالغبارِ
والنجم الذي لا تعرفهُ الشواطئُ
ينهضُ الشِعرُ دماً عاشقاً
ونشيداً لشفيفِ النداءِ
يُومِضُ الروحَ لتولدَ القصيدةُ
شواطِئَ مفتوحةَ الآفاق .





الغموض وحده لايكفي ...// رحيم الربيعي // العراق

 

الغموضُ وحدهُ لا يكفي لقراءةِ طالع الأيام
وهي تحملُ بينَ طيات رحيلها مقدمات اللقاء
لا أعيدُ فصال الكلمات الفضفاضة
عند أول شجار دار بيننا
لا أرتق قرارا مزقته عبثية الخلاف
لا أعرف ترتيب المصالح المتقاطعة
ولا أجيد دور العاشق تحت كل الظروف
ولا أستطيع رسم حروفنا في الكواغد المكشوفة
ولا أترك القلوب تتقافز من رأسي
كلما نظرت إليكِ
وتطاردني نوبات الشوق من ليل كانوني لآخر
لكنني على يقين أول قبلة
لاتفقد بريقها
مهما شح فيها نهر الرغبة
ولا تفقد طعم الوجد
مهما اعترض طريقها
عثرات توهم البعض منا
بحقيقة الاغتراب .







من يد حبيبتي...// محمد الكروي // المغرب

 

من يد حبيبتي
الرؤوفة المنبسطة الرحيمة
وفرح وجه صبوح
مفاجأة رائعة
هدية هذا الصباح
علي نسمة عبقة تنتال
أنفاس قريتي البعيدة
الساكنة ثنايا الروح
فائح يخضور قدح
وفسيفساء أيقونة
بنفسجية قطنية
خضراء المسدول
تطهر العين
شباك وشباك
من كل فج
والى كل فج
باقة طرية
جابت الوتد
ونجوى الفؤاد .






jeudi 30 janvier 2025

الغيمة أحيانا تكذب // نور الدين برحمة // المغرب

 

الغيمة أحيانا تكذب
هكذا قالت السماء
للأرض
وهذا ما قلت
فأين الغيث
لا المطر...؟
عانقني الصبار
لأكون الشوك
العالق بالحلم
ومات من غرد
خارج السرب
حاولت أن أكذب
تماما كالغيمة
فكتبت القصيدة
التي تعيد الشيخ
لصباه...
لكن لم يعد
للمكان الذي كان
زاوية لاعيد فيها
شطحات ذلك الصوفي
الذي اغتاله صدقه
حين عاد إلى منفاه...
....
نورالدين وكفى.... 28/1/2025
اللوحة.... أميمة برحمة.






صراع الوجود: تأملات في الألم والوحدة : قراءة نقدية لقصيدة " تُراه .." للشاعر المغربي سعيد محتال // خلف إبراهيم // سوريا


/البداية/
النص الذي قدمته يتناول مواضيع عميقة ومعقدة تتعلق بالحياة والموت، الألم والحنين، والصراع الداخلي. من خلال لغة شاعرية مؤثرة، يستحضر الشاعر مشاعر الوحدة والضياع، مما يجعل القارئ يتفاعل بشكل عاطفي مع التجربة الإنسانية التي يعبر عنها
/الموت والصمت/
يبدأ النص بمخاطبة الموت، مما يُظهر العلاقة المعقدة بين الحياة والموت. يُصوّر الشاعر الموت كحضور دائم، يسكنه في ظلمة الليل، ويطرح تساؤلات عن صمته الدفين. هذا الصمت قد يُفهم كنوع من الاستسلام أو الهدوء قبل العاصفة، حيث تُشير الكلمات إلى مشاعر عدم القدرة على التعبير عن الآلام والأسرار المدفونة.
/الألم والفقد/
يُبرز الشاعر مشاعر الفقد من خلال ذكر "زهرة ذبلت قبل الرحيل"، مما يعكس حنينه إلى لحظات جميلة ماضية وفقدانها. هذه الصورة الرمزية تعكس الفقدان الذي يمتد إلى الماضي، ويعبر عن كيفية تأثر الحاضر بتلك الخسائر. إن الألم الذي يحمله الشاعر ليس فقط ألمًا جسديًا، بل هو أيضًا ألم نفسي عميق ناجم عن فقدان الأمل والفرح.
/الأعباء النفسية/
يتحدث الشاعر عن همومه وأوجاعه، ويُظهر كيف أن هذه الأعباء قد تكون ثقيلة لدرجة أنها تؤدي إلى شعور بالعزلة. فكرة "حمل الأوزار" تُشير إلى الأعباء النفسية التي تثقل كاهله، وتُظهر كيف أن النفس قد تتنكر لمنحنى الألم، مما يجعل الشاعر يحس بالوحدة والعزلة. هنا، يُبرز الشاعر الصراع بين الرغبة في الانعتاق من هذه الأعباء والواقع الذي يعيشه.
/الصراع الداخلي/
يظهر الصراع الداخلي بشكل واضح عندما يتحدث عن نفسه ككائن مليء بالانفجارات الداخلية. يُصوّر الشاعر نفسه كبركان مكتوم، مما يعكس المشاعر المتضاربة التي يعيشها، بين الرغبة في التعبير عن الألم وبين الخوف من العواقب. الآهات التي تمزق نفسه تعكس شدة المعاناة والاضطراب النفسي الذي يعاني منه.
/الهوية والانتماء/
تتجلى الهوية في الصراع بين الوجود والعدم، حيث يُحاول الشاعر البحث عن مكانه في هذا العالم. يتحدث عن عدم رضاه بكونه بلا مأوى، مما يُظهر الحاجة إلى الانتماء والقبول. هذا الشعور بالانتماء يُعتبر أحد الاحتياجات الأساسية للإنسان، وعندما يُفتقد، يؤدي إلى شعور بالضياع.
/التحدي والأمل/
رغم كل الألم والمعاناة، ينتهي النص بنبرة من التحدي والإصرار. يظهر الشاعر عزمًا على عدم السماح لقلبه بالتشرد، مما يُعبر عن قوة الإرادة والرغبة في الحياة. هذا التحدي، رغم الجراح، يُظهر أن النفس ليست مولعة بالحصار، بل تسعى إلى الحرية والانطلاق.
/الخلاصة/
في النهاية، يقدم النص تجربة إنسانية غنية ومعقدة تتناول مشاعر الألم، الفقد، والوحدة. يُشعر القارئ بعمق الصراع الداخلي الذي يعاني منه الشاعر، ويجعله يتأمل في معاني الحياة والموت. إن قدرة الشاعر على التعبير عن هذه المشاعر بشكل شعري ومؤثر تجعل النص تجربة أدبية فريدة تستحق التأمل.
//النص يحتوي على مجموعة من الأساليب الأدبية التي تعزز من عمق المعاني وتعبّر عن المشاعر بشكل مؤثر. إليك بعض هذه الأساليب//
/الاستعارة/
- يستخدم الشاعر الاستعارات لتجسيد مشاعر معقدة، مثل تصوير الموت كرفيق دائم أو كائن يسأل عن صمته. هذه الاستعارات تخلق ارتباطًا عاطفيًا مع القارئ.
/التكرار/
- تكرار بعض العبارات أو الكلمات يعزز من تأثير المعاني. مثل تكرار الحديث عن الهموم والأوجاع، مما يُظهر عمق الألم الذي يعاني منه الشاعر.
/التشخيص/
- يُشخص الشاعر مشاعره وأفكاره، حيث يُعطي الموت والنفس صفات بشرية. هذا يجعل القارئ يشعر وكأن هذه المشاعر تعيش وتتنفس.
/الرمزية/
- استخدام الرموز مثل "زهرة ذبلت" و"بركان مكتوم" يُعبر عن حالات داخلية ومعانٍ أعمق. هذه الرموز تضيف بعدًا فلسفيًا للنص.
/التضاد/
- يظهر التضاد بين الحياة والموت، الأمل واليأس، مما يُبرز الصراع الداخلي الذي يعيشه الشاعر. هذا يخلق توترًا دراميًا في النص.
/الصور الشعرية/
- استخدام الصور الشعرية مثل "زوبعة محمولة على أكتاف النيران" يخلق مشهدًا حيًا ويعبر عن مشاعر الفوضى والاضطراب.
/الأسلوب الحواري/
- الحوار الداخلي مع الموت والنفس يُعطي النص طابعًا شخصيًا ويعكس الصراع الداخلي بشكل مباشر.
/الإيقاع/
- يُستخدم الإيقاع في بناء الجمل، مما يُعطي النص تدفقًا شعريًا ويعزز من تأثيره العاطفي.
/التعبير عن الحزن/
- يُستخدم تعبيرات تبرز الحزن والوحدة، مثل "وحيدًا" و"بلا مأوى"، مما يُعزز من الشعور بالضياع.
/الألوان والمشاعر/
- توظيف الألوان والمشاعر في النص يُعبر عن الحالة النفسية للشاعر، مثل استخدام "الليل البهيم" لتجسيد الكآبة.
/ الخلاصة/
هذه الأساليب الأدبية تُضفي عمقًا وجمالًا على النص، مما يجعل القارئ يتفاعل معه على مستويات عدة، ويُعبر عن تجربة إنسانية غنية ومعقدة.
***إن نصوص أستاذنا الكريم سعيد محتال تعكس عمق التجربة الإنسانية ورهافة الحس. في هذا النص، تتجلى قدرته الفائقة على التعبير عن مشاعر الألم والوحدة بطريقة شعرية مؤثرة.
استخدامه للاستعارات والتشخيص يضيف بُعدًا فلسفيًا يثير التفكير، بينما الصور الشعرية تأخذ القارئ في رحلة عبر عوالم الصراع الداخلي. إن الإيقاع المتناغم الذي يتسم به النص يجعله يستقر في الذاكرة ويترك أثرًا عاطفيًا عميقًا.
لقد أبدع أستاذ سعيد في تصوير الصراع بين الحياة والموت، وبين الأمل واليأس، مما يجعلنا نشعر وكأنه يعيش تلك المشاعر بنفسه. إنه يملك القدرة على تحويل الألم إلى جمال، وخلق من المعاناة نصوصًا تنبض بالحياة.
أستاذ سعيد محتال، أنت حقًا أديب كبير، وكتاباتك تظل مصدر إلهام لكل من يسعى لفهم أعماق النفس البشرية. دمت بخير وسعاده صديقي الغالي الأديب الكبير الراقي دائماً أستاذ سعيد محتال
مع أطيب التمنيات لكم صديقي.
النص :
تُراه
ما بال الموت يسكنني
في لُجة الليل البهيم
يسألني عن صمتي الدفين
عن زهرة ذبلتْ قبل الرحيل
يهمس في أذني صدى القمر
يأبى العبور
يراود الليلَ والنجوم،
قدر هذا الجسد
أن يحيا كالتراب
بات كالرماد
يأبى عيش الغراب
ليبدأ من جديد العناق
تحت الثرى
في غياب الأسى
حملتُ إلى قبري
همومي
أوجاعي
أسراري
لكن نفسي تنكرتْ قبل الموت
وما رضيت حمل أوزاري
كيف لها أن ترضى سرّ هواني
ليتني فطمتها
أيام شبابي
رحلتْ بعيدا
وتركتني وحيدا
صِرتُ وإياها بلا مأوى
لم أعد أتحمّل الهموم
ضاقت مني صبرا
تَحمل في أحشائها بركانا
وأهاتٍ تمزّقت
تفرّقت
خيم على عيوني طوفان
تدفق على خدي كنهر عطشان
زوبعة محمولة على أكتاف النيران..
دربك يا نفس صعب المنال
صحاريك تعج بنار الانفجار
هدوؤك يخشاه سمّ الثعبان
طريقك محفوف القيعان
لن أسمح بقلبي التشرد
رغم الجرح ورغم العشق
ليست نفسي مولعة بالحصار.
...
سعيد محتال



















أعتلي رابية البوح // علي الزاهر // المغرب

 

أعتلي رابية البوح
تسبقني الكلمات لموطن المعنى
فألقي بمقام العشق ، غيم المجاز
عابرا صحراء الوهم المرصع بالصمت
تأخذني خطواتي إلى سدرة البهاء
و تسألني عن معانيها المفردات :
ترى متى يتفتق المعنى من القصيدة - قالت -
قلت : كلما هزني وجع الذكريات
ألتحف سراب التيه ،
ثم أمضي
ناسكا ، أهز جدع الذكرى
فترمقني لحاظ الزمان ،
على أريكة انتظاري
أعتلي ناصية الصمت
تشعلني في متاهات الحرف قافيتي
أمر حافي القدمين
على تربة الوطن الصامت جوفي
لأرسم تمتمات الغرباء ،
نشيدا لاشتعالي
فترميني بلفح الفتنة ،
كل هواجسي
أحمل نبضي للريح ،
لعلي أرى بعض همسي
أسير مثلما يسر البسطاء
على رؤى الأحلام البسيطة
أرتقي مدارج الخفق
في لغتي
و شيئا فشيئا ،
يكبر الآه في دواخلي
لا موطن لي - قالت - تلك الكلمات
و لا نغم يهز جوانحي - قلت -
و لكني ، كلما اعتمرت
في لفح انتظاري
اتقدت شعلة الماضي.








mardi 28 janvier 2025

تبقى الطيور في ضحكتها // يونان هومة // سوريا


تبقى الطيور في ضحكتها
أترقّبها من خلف نافذة الاشتياق
أحسدها
أغار منها
كيف السبيل لحياة بسيطة تعود بنا لعصر الوفاء
فقد أضحى العالم على حافة الهاوية
ربّما قد يسقط
ربّما قد ينفجر
إذا لم يعد التوازن كما كان
-----
الفرح يأبى أن يحضر
أجلدُ ذاتي
ماذا أفعل ورياح الشوق تعصف بأشجار قلبي
هل أنا إنسان أم قرد
يكتنفني الغموض
فأبحث عن هويتي
هناك شعور داخلي يموج في دمي
أقهقه من الغضب
أكسر جمود الفكر كي أتحرّر من قيود الزمن
وأنطلق لأحضان نينوى الحبيبة.







صباح يداعب الموج // محمد محجوبي // الجزائر


سأخرج له سلة الأشواق كما مناغاة الشعر المكنوز في جعبة الحرية ، وستأخذين بكفيه البيضاء على جبال الطيف المورقة الليالي ، كما سيكون البحر على شفاه جزيرتنا الخضراء تحفة من رموش الشمس ومن خصلات النسيم .
ذلك الصباح الذي يحمل بين ضلوعه موسوعات من متون النثر الحريري ترتشفه فراشات الإتيان وتحرسه عصافير التحليق خارج كرة الرماد ،
ولحين تثبيت بوصلة الأنفاس على طقوس الرقص المتنامي من ندى و عنفوان لحين شهقة كرز التحديق بين نواعم الانجذاب على بساط صباحنا الظليل ، سيمتصنا شلال عربيد في غمضة سهد كثيف.





أستميحكم عذرا ..// ثامر الخفاجي // العراق

 

أستَميحُكُم عُذراً
يا رِفاقَ الهَزيمةِ
فليسِ في جُعبِتي
سوىٰ رَصاصَةٍ واحدةٍ
لا تَكفي لِموتِنا جَميعاً
لكنْ لا بأسَ أنْ نَترُكَ
بعضاً من بطولاتِنا
في معاركَ
لنْ نَنتَصِرَ فيها أبداً
لأنَّنا ما زلنا نَتسَكَعُ
في أروقةِ ماضٍ يقولُ
((إذا بَلغَ الفِطامُ لنا صبيٌ))
سَنُوهِمهُ بصناديقِ المَوتِ
المُعتَقةِ بسورةِ الفاتحةِ
وحكاياتٍ
عُمِدَتْ بدمِ الثّأرِ
وناقةِ البَسوسِ
وَصوتِ مُطرِبةِ الحَيِّ
يَستنهضُ فُحولَتَنا
بأناشيدَ
لم تَعُدْ تَصلُحُ
إلاّ للفُقراء .
*********
تَعالوْا... نَتقاسَمُ الأَلَمْ
ونَنصُبُ سُرادِقَ العَزاءْ
أنتُم تندبونَ حَظَّكُم
ونحنُ نُواسيكُمُ
بقصائدِ الرِّثاءْ
نحنُ نبكي
علىٰ أمسٍ تَولّىٰ
وأنتُمْ..
تُشارِكونَنا الدُّعاءْ
نَحنُ نُولوِلُ
على الأملِ الذَّبيح
وأنتُم
تَنعَونَ الغَدَ الجَّريح
أنتُم تَلعقونَ جِراحَكُم
ونحنُ نُرمِّمُ لَكُم
ماتبقىٰ
من حاضِرٍ كَسيح
ونبقىٰ نَدورُ
في وَهمِ أُحجِيةٍ
منْ هوَ
صاحِبُ الكأسِ المُعلّىٰ
ومنْ كُتِبَ
علىٰ جبهَتهِ مَرهونٌ
لبيتِ الصَّفيح
ونُكملُ العَزاء
أنتُم
تَبحثون عنْ وطنٍ
لمْ يُسْرَقْ بَعد
ونحنُ
نَبحثُ عن أرضٍ
لا تكونُ فيها أَجسادُنا
شَواهدَ موتىٰ
ويستَمرُ العزاءُ
بنشيدٍ وَطني
لأمةٍ لم تُولدُ بَعد
أوْ أنَّها
قُتِلِتْ يومَ مولِدِها.