قلقي وما أدراك ماذا يبتغي
يوم اكتوى روحاً بنارِ إيابِهِ
أيشيخُ كلّا .. مايزال مكابراً
ويعودُ من ثقبِ الضجيجِ ويحتسي
كأسَ الفجيعةِ في خضمِ عُبابِهِ
ويمدُّ في الأحداثِ صوتَ مداهنٍ
ليفجّرَ الإرباكَ عند غيابهِ
ما كان يجرؤ أن يحيلَ بشاشتي
منذ ارتشافِ البؤسِ من أنخابهِ
ويمهّدُ الأرواحَ رغمَ هشاشةٍ
للآنَ معتقداً بفقدِ شبابِه
ولقد تهاوى حينَ أسرجَ بغتةً
ذاك الشعورَ مسربلاً بنصابِهِ
وأنا المبعثرُ من خطوبِ نوازلٍ
كالفقدِ لا أقوى على استيعابِهِ
فالصمتُ لا يجدي إذا أودعته
بفمٍ تسلّلَ خيفةً من بابِهِ
وكما ترى الأنفاسَ بالغةَ الخواءِ
يخونها الأفصاحُ بين ثيابِهِ
ظمأ السنينَ لنا شفاهٌ أسهبت
بالصبر ما وقفوا على أسبابِهِ
مستكفياً بالحزنِ عانقَ ظلَّهُ
يوم اهتدى قسراً إلى أنسابِهِ
ما خابَ من أودى الوساوسَ تربةً
وأزاحَ عن صدرٍ ثقيلَ عذابِهِ
متحرراً كالقولِ من أردافهِ
حين استوى بحثاً على إطنابِه
ولكم أتاحَ الليلُ شهوةَ واجدٍ
حيث السماءُ نديّةٌ بسحابهِ
لم أدرِ أيَّ الباعثين قد ارتوى
لما انتهى ختلاً لرشفِ رضابِهِ
وتركت ظلَّك فوق صفحةِ خدِّه
مستأنساً كم عاثَ بين رغابِهِ
لا بأسَ في شدوٍ أحلَّ مكامنا
في السمع لا يهفو بغير جوابِهِ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.