في زمنٍ تتشظّىٰ رؤاهُ
وفي غفلةِ يومٍ
جالتْ فيهِ الريحُ العمياء
يعرفُ الدفءُ أسرارَها
ما هفا نجمُهُ لحفيفِ الرقاد
قدْ يئنُّ المطرُ
حينَ لا تنبتُ الأرضُ من عطشٍ
يولدُ منهُ نبعٌ
يصيرُ الماءُ مصبّات نهار
إذ لا يجرح الرملَ إلاّ الشحوب
عجباً كيفَ إلىٰ الآن
لمْ تتيبّسْ عروقهُ
ولَمْ يكتهلْ
وبهِ للصدىٰ وللتوهّجِ ألفُ اخضلال !؟
قَدْ لملمَ الدجىٰ صوتَهُ
أخفىٰ معازفَهُ في مخابئِ الرماد
وضجَّ حنيناً
مدافاً بالشجنِ المحتدم
وكذا النداءاتُ في القلبِ
أجنحةٌ تتوثّبُ حدّ الجنون
عليها بريقُ ضوءٍ
من ندىٰ الشروق
وغيمةٌ من نثارِ الغروب
لَمْ تعدْ تتوضأُ بالشمسِ
أو تتكحّلُ بخيوطها الناعسات
فإذا بالليالي الحزيناتِ
بحار عشقٍ
وعوالم من الشوق
يبحرُ فيها القلمُ
وتغنِّي الحروفُ الناسكاتُ
أجملَ ممّا فاحتْ بهِ السواقي
المندّاةُ عطراً
بطعمها المرّ الأشهىٰ
ثَمّةَ عيونٌ والهةٌ
قَدْ فتحَتْ كلَّ أحداقِها
لنداءِ الضياء
لنْ تصافح ليلَ الكآبات
في لحظةِ الهمِّ
أو تطأطِئ للبكاء .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.