خليط من الحزن والفرح... // محمد عطاف // المغرب

 

خليط من الحزن والفرح، وما بينهما من معاني تتراوح بين التضاد والانسجام. يحضر الحزن غالبا على حساب غياب الفرح الذي نحلم به طوالا. نحلم به فقط..

أشباحٌ مصلوبة على الألواح. تثقل صميم الأرواح. أردت في هذا الليل البهيم أن أرتاح، لكنني جُوبهت بأن حلمي المتقاسم مع إخواني في خندق الصراع وفي صلب الأزمة، هو من الأحلام التي لا تتاح..

أفشي الحب بعد أن مللت السكوت عنه، بعد أن قهرني التكتم عنه. أتلعثم حين تحاورني. ترتد إليّ منك الهمسات. يصير لسانك هو لساني. أفتش عنك وفيك خلسة في بقايا الأصداء، وفي بحر المعاني، وفي خليط من المرادفات الموصلة إلى الحقيقة التي لا زلنا نجهلها، فلا أجدك ولا أجدني..

عد إليّ على جناح سمعك لي، وطاعتك العمياء لي، فما زال فيّ ما تشتهي وتريد. خذ مني وردة عبقة قطفتها لك من الجنة..

بدأت تفد علينا الأفراح التي اقتصت منا انتظارا طويلا وموجعا. بدأت الأحزان تتراجع القهقرى بعد أن أتعبتنا كثرة المشي وقلة الاستراحات، وتنفس الصعداء في محطات الحياة. نحن لنا واسع الحق كذلك في أن نبتسم من الأعماق، بعد أن اقتصت المآسي منا عمرا عزيزا، حتى تساءلنا: متى نصر الله..؟

القلب لم يعد يصبر على هذا الواقع المزري. أريد أن أحفر قبورا أدفن فيها أقسى ذكرياتنا، وأبذر ورودا تنعش مخلفات السرور والبهجة. أريد أن أواري علقم الماضي، وأمنع فواجعه من أن تتكرر في حاضر نتمناه جميلا، ومن أن تستمر الأماني في إشراقات غدنا..

الحزن يفاجئنا بحلوله في ذواتنا، بلا موعد ولا سابق إنذار، فيأخذنا على حين غرة، ويفعل بنا الأفاعيل التي تفوق صبرنا، والفرح نصنعه نحن متى استطعنا إليه سبيلا..