أسْكنْتُ في الوادي البعيدِ بياني
مُتَصَدِّعًا متماسكَ البنيانِ
تتقافَزُ الكلماتُ فوقَ غصونِهِا
وَ تَحارُ بينَ التينِ وَ الرمانِ
وَ يَمُرُّ بالنبعِ العَصِيِّ مسافرٌ
يَهَبُ الطريقَ قساوَةَ الحرمانِ
مازالَ يورقُ والزَّمانُ يَمُدُّهُ
بتنوّعٍ متجدِّدِ الألوانِ
تتوالجُ الأحقابُ في أعماقها
عندَ النكوصِ بحجَّةِ الدَّوَرانِ
و يعودُ مِنْ جَدَثِ الكمونِ مُكَبَّلٌ
يتوسَّلُ الأسفارَ بعضَ أماني
قدْ لا نُقيمُ وَ قدْ نُقيمُ وَ يَنْقَضي
زَمَنٌ كما لوْ كانَ بعضَ ثواني
ما زالَ صوتُ الناي يطرقُ مسمعي
رغْمَ الحروبِ وَ وَطْأةِ الخذلانِ
مهما بلغْتُ مِنَ السنين ستنتهي
سُبُلُ البقاءِ بِهَجْعَةٍ تغشاني
وَ لِكَيْ أعيشَ الآنَ أقلبُ صفحتي
وَ أخطُّ فوقَ السّطرِ بدءَ زماني
لا شيء كانَ وَ لنْ يكونَ سوى الذي
يَهَبُ الحياةَ حرارةَ الإيمانِ
دَعْ كلَّ ما يؤذيكَ دونَ ندامَةٍ
واستقبلِ الأيّامَ بالإحسانِ
وَ يجيء مِنْ أرضِ الخيالِ خيالُها
ليزيدَني شوقًا إلىٰ خِلَّاني
لكأنَّها في البالِ تشكو همّها
ليغيبَ حاضرُها عَنِ النسيانِ
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.