اليوم خاطبتني قدماي قائلة
ترفق بقلبك نرجوك
ونرجوك ترفق بنا
أثقلت كاهلنا
أما لحظت تململنا
و أن وزنك تجاوز الحد ؟
فتوجهت للمرآة أسألها
متوجسا من ردة فعلها
وأعرف مسبقا أنها ستنكرني
لأن وقوفي أمامها أبدا
خارج عن طبعي وعاداتي
لكن تذمر ساقي مازال يدفعني
لأعرف ما زاد عن وزني
و كيف قد تغيرت ذاتي
فألقيت نظرة جد خاطفة
على الذي أمام المرآة
ولاحت لي تفاصيل نحافته
ووجهه الشاحب وشى بعلاتي
ثم عاودت تحديقا في مقلته
فرفت وهمت بالبوح لو
لم تكن مقلتي الأخرى مكابرة
وكادت تنبئ بدمعها الآتي
فأدركت حينها ما قصدت قدماي
وحجم الأحزان التي أثقلت خطاي
وما أرهق قلبي من شوق
يطير بجناحيه في آفاق بعيدة
ومن حنين يشدني إلى ماض
لا أقول أنه لن يعود
فهذا بديهي
وعودة الماضي مستحيل
وإنما أقول لن يتكرر
ولن يكون له مثيل
ولا أرى قدماي
إلا تعيبان علي
تعلقي و تمسكي
بل و تشبثي بالسراب
*****
حسين حسين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.