زمني لا يتّفقُ معي والدنيا ليست لي، هكذا كان يقول أبي، ولما جاءت دنياي وزمني وبعدتْ دنياه وزمنه أحسستُ أنّي جزءٌ منه تركني لحاضرٍ لم يتغيرْ شيءٌ فيه سوى الوجوه والأسماء في عصرٍ يُمطرُ بالخيباتِ حتى صرنا نخجل من ضحكاتنا ونداري الفشلَ بالولوجِ الى عالمٍ يبعدُ آلاف الأميال لنبحثَ عن أنفسنا في مستقبلِ غيرنا، المُتحضّرُ الأولّ يرتدي معطفَ الأحلامِ، يلبس قبعةً ويتسكّع في أزقّةِ الجليدِ، يبحثُ عن إمرأةٍ في مدنِ الضبابِ، ويكتب على نافذةِ الثلجِ قصةَ الرحيلِ الى شمسٍ أخرى علّهُ يجد في إحدى محطّاتِ القدرِ فاتنةً تُثري جيبَه المكلوم، وتمضي به الى أسرّةِ النجومِ، أمّا خيولنا الجميلة إستفاقتْ عاطلةً عن سروجها، والفرسانُ راحوا يمتشقون أحسمتهم ويضاجعون بغايا يسلبنهم قصةَ الأرضِ وتاريخَ الزيتونةِ العتيقةِ التي يجلس تحتها
منفيٌّ
يرسمُ على ظلّها خارطةَ الوطنِ المسلوبِ
*******
عزيز السوداني
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.