:راسلت مي على الخاص، كتبت لها
أتذكرين يا مي... يوم كانت كلمة سرنا لنرى بعضنا من بعيد علامة: على ظهرك تحملين جرة من فخار... تتوجهين نحو نهر-
.. الأحلام... رفقة صبايا قريتنا الشهباء
أيامها، كنت أتملى بطلعتك وسط النعام من أعلى الهضبة.. أسمعك على إيقاع خرير الغدير نغم الناي.. فتتراقصين، و الكواعب، حبلى بحلم قزحي... سرنا الجميل؟
أتذكرين... يوم أهديتك خلسة أول عقد... ما كان من زمرد و لا من ياقوت و لا من مرجان... قلدتك إياه بلون الذهب سنابلا من أغنى حصاد.. تشع من نضار
و لما رحلت، كشمس ذاك المساء... و غادرت مياه ذاك النهر قريتي... و تقطعت أوتار قلبي... ما عاد الناي يطرب أهل الديار؟
:أجابت مي، كتبت
كيف حال جبراني... لك مني الود و الورد... و طيب عطر لم أضعه يوما إلا لك... ذاك الناي!... آه من ذاك الناي!... كنت قبل اتصالك، أتامل مأثور كلام قرأته لجلال الدين الرومي إذ قال:" استمع الى الناي كيف يبث آلام الحنين، يقول: منذ قطعت من "الغاب، و أنا أحن إلى أصلي
:أجبتها، كتبت
" الأصل يا مي. ليس مجرد تراب و رمل و ماء.. و لا حتى غصن تلك الشجرة الذي منه شكل الناي
أتذكرين.. مواسم الحرث و الري و الخضرة و الحصاد؟... و طقوس الأعراس لما عن حب كانت تزف الأرض للسماء... ما كانت الغيمة تبخل بمطرها ، و لا النوق بلبنها.. و لا السنابل بحبها... و لا الأشجار بثمارها.. و لا المواسم بغلتها... و لا القلوب بإنسانيتها
و كنت أيامها تغيرين تسريحة و لون شعرك.. و كانك مع إشراقة كل شمس كنت من جديد تولدين
...ثم.. رحلت... غادرت، و القمر، ذات ليلة قريتي
:أجابت مي ، بلسان جلال الدين الرومي ، كتبت
" ..لا تحزن، فأي شيء تفقده، سيعود إليك في هيئة أخرى"
*******
المرهفةتسافر بنا الى زعبر قطار مكوكي من الكلمات الرقيقة والاحاسيس الى زمن جبران ومي،وتعيد للحب ألقه وصفاءه وتجعلنا نحلم ونحن أيقاظ .
RépondreSupprimerتحياتي ومودتي
راقية صديقتي المبدعة... اشكر لحضرتك تفاعلك مع نصي... تحياتي و تقديري
Supprimer