jeudi 16 août 2018

نطفة حلم // حبيب القاضي // تونس


لم نكن بحاجة إلى أقنعة في ذلك الحفل التنكري.. لقد ترك كل واحد منّا ماضيه بخيباته و نجاحاته عند المدخل.. تركنا أفكارنا، أحلامنا و حتى ملامحنا.. لا شيء غير اللحظة التي انتظرناها و انتظرتنا.. مفعم هذا الجو الموسيقي بالتلاشي.. الإضاءة.. روائح العطر النسائي الممزوج بدخان التبغ.. الكتب و دواوين الشعر المتواجدة في كل مكان.. اقرأ ما شئت.. أكتب ما أردت.. أرقص  رقصتك وحيدا أو مع من ترغب.. فقط استسلم لتلك اللحظة.. لا كؤوس خمر في المكان فاخلق من هذا الحضور نبيذك 
سألتني ماذا تريد الآن؟.. كنت منهمكا في اللاشيء.. أجمع حبات تعبي على الطاولة.. رفعت بصري.. هي.. إنها هي.. كيف تحررت من عجزها و هواجسها..؟ كيف علمت بوجودي هنا..؟ من أين أتت و هي الساكنة في البعد.. ؟ كانت تتفحصني.. تحاول فرز ملامحي من بين أشعة النور الخافت.. زينتها مكتملة.. اضطرابها المعهود لم ألاحظه.. اقتربتْ أكثر وأعادت السؤال.. ماذا تريد؟.. فراشة صغيرة انطلقت من فنجان قهوتي.. شقت دوائر دخان السيجارة ثم استوت على فتحة صدرها.. كان فستانها أحمرا قانيّا.. شالٌ مزهر يغلب عليه اللون الأسود يتدلى حتى يكاد يلامس وجنتي..عمودين من الشمع مسندان على كعبٍ عالٍ و حادٍّ.. حرارة تشبه الصهد كانت تخرج من جسدها و هي تزيد اقترابا مني.. بمَ سأجيبكِ!!.. أنا الآن غارق في النسيان.. في اللارغبة.. في اللاقرار.. أتيت إلى هذا المكان هربا منّي.. و منك و منهم.. جلستْ بجانبي..أحاطت رقبتي بذراعها.. و مدت أناملها تداعب صدري.. يدها اليمنى على فخذي.. و عيناها حبتا ياقوت تنيران وجهي.. نبضها يعزف لحنا لاتينيا.. ألقت الشال جانبا.. احتضنتني قائلة.. هلاّ راقصتني.. في وميض الإشتهاء المنبعث منها.. قرأت رسالة قديمة.. للعشق طقوس.. خذها و عمّدها بطريقتك.. الليلة نبيذك من  رحيق أنوثتها.. ولا تنس أن توقّع على جيدها.. كانت معادلة جميلة.. أتت وحدها لأفرغها في دم شراييني
******

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.