jeudi 30 août 2018

خلوة // حسين حسين // تونس


يا أيها الليل الطويل
تعال
وسارع إلى فقء عيني

أدركني قبل فوات الأوان
إنتشلني من الضياع
وأرحم عظامي 
من هذا البياض 
وبرد السنين
ومن براءة الصبيان
جمع شتاتي وأشلاء روحي
وإن كنت بدوت لك كحطام
خلال الضياء
فأملي ما يزال يقيم هنا
بين ضلوعي
فلا تنجل رجاء 
وبي كن مبال
غط حزني الدفين
بكل الصقيع وموت الهزيع
ولف قلبي الحزين
داخل لون أصيل
بعيدا عن كل ضوء قبيح
مظلل للسؤال
وهو سخيف
مهما طال الزمان
قابل للزوال
يا ليل مرحى
وأكرم بك من صديق
كثيف السواد
كثير الصراحة
ضمني
وإرحم فؤادي
فأنت نعم الصديق
وعمق الوداد
أمكث هنا وهناك
وكل مكان
لكن إزدد ظلمة
أرجوك في وجه سذاجتي
وأقس علي
لا ترحم بلادتي
توسع أكثر في المدى
أنت الصديق الحميم
وأنت البديل الوحيد الصادق
باعد مليا
ما بيني وبين الناس
رفرف بأجنحة السحاب المدلهم
في السواد
فوق رأسي
وإسحب بساط أنس الزيف
من تحت أقدام روحي
أعصف بكل الأمنيات الحالمات
في الفراغ
وأهو بها
في الأودية السحيقة
هذي أحزاني العميقة
عاشرتني مدى السنين الفائتات
أزفك إياها ونفسي
عرائس ترفل في ثوب الزفاف
أخل بي في مضجعي
نم مع
جسدي الهزيل
أرجوك كن
خير ترياق سباتي
أرق منامي
على الدوام
لا تفارقني حبيبي
أخرج مني آهاتي
وأستنزفها كلها
حتى نهايات المحال
صل لياليك الطوال
ليلا فليلا
بما لقلبي
من دهماء الليالي
دون فسح في المجال
ولو لضوء خافت
يخترق خلوات
ضمني ضما شديدا
وإبك معي دون إنقطاع
صب في أذني العويل والنحيب
وإثمل معي من مر كأسي
كن نديمي الأدهم
سافر بي إلى حيث شئت
نمتطي صهوة اليباب
أنت يا نعم الرفيق
ففيك كم يحلو المسير
إفعل بنفسي ما ترى
حتى ما كان ضدي
مرغ أنفي في التراب
من رآني ؟
لا يغرنك رقص جميل
للأكاذيب في مقل العباد
ولا غزل ألسنتهم للحرير
غطها كلها بها لا تبال
فإني سئمت النفاق
وصفرة إبتسامات خوالي
أروم عيشا تكون فيه
أنت الرفيق الوحيد
تنفض عني بمنتهى الصدق
هذا الغبار
وما لحقني من دمار
فتبقى معي
رافدي للحياة
بعد حيرتي كلها
وكل سنين ضياعي
سافر إلى حيث شئت
ولأكن دوما معك
أنى تسير
فيك كم يحلو المسير
لا تغادر حياتي لحظة
ما عاد لي حاجة بالنهار.
*****

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.