الحلم بلا مأوى..رنين الكلمات المعلقة على دالية العنب يشدني..الأفق مساحات متراكمة ككثبان الصحراء..أجذب خيط الزمن برفق و ألقيه خلفي..لست أعلم هل أنسج سجادي أم كفني.. لا مربض يريح خيول شغفي العائدة من إحدى الرحلات.. أصبّ قليلا من الزيت..يتوهج السراج، تحوم حولي بقايا حنيني.. أتذكرها.. أذكرها..قالت لي ذات مرة.."كيف عرفت.. و بيننا أميال".. هل جرّبتْ يوما نبوءة العشق.. سيدتي.. أنا أنثاي بلا إسم.. بلا وعد و مواعيد.. لا تخجل حين تفاجئني.. لا تكترث بذباب الخلق و ما ابتدع.. تحمل في عينيها مواقيت كل صلاة..و تضبط يوم النحر.. سيدتي..إنها تصبح هادئة حين أروضها.. و تبدأ بالعزف.."عفوا..هل أسمعك اللحن؟" و تومئ لي بالموافقة.. لكنك لازلت بطين عشيرتك.. و منك تفوح رائحة الخوف.. اقتربي، أعلمك أن الماضي خُلِق للنسيان لا للتمجيد.. و أن الدمع أولى به أن يسيل على الصدر لا على الخدّ.. أعلمك أن تاريخ الحكمة زوّره غراب الحزن.. ارفعي رمشك و حدقي في شرياني كيف يقطر خمرا في الكأس.. قليلا منها يجعل وهج النار على خديك يضطرم.. الآن فقط يمكنني أن أسمعك العزف.. إن أغراك سيدتي..
هل نبدأ بالرقص؟
*****
حبيب القاضي/ تونس
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.