هاهي تلك الزهيرات التي زرعتها أناملك على بستاني ذات نداء، بدأ لونها الأحمر الوردي يتحول إلى بنفسجي أخّاذ.. تفصلني عنكَ الآن أميال و حدود شتى، لكنّكَ تستوطن كل أرضي و رائحتك تفوح من كلّ خلاياي.. كنتُ عنيدةً و شرسةً.. مزهوّةً بنرجسيتي التي أعشقها.. لا أعرف هل أتيتكَ أم أخذتني.. لكنّك ببساطة و حرفيّة حوّلتَ ذلك العناد الأحمق إلى سنفونيةٍ رائعة.. أوهمتُ نفسي مرات أني في غنى عنها.. لكنك بكل العشق و الجنون جعلتني أستلذّ سطوتك و وقع سنابك خيلك يذر ترابي.. فجّرتَ ينابعي دفعة واحدة فارتوينا..أسلمتك جميع مفاتيح أبوابي و لكنك أحيانا كنت بعنفك الجميل تكسرها فتحدث بداخلي شهقات.. كنتُ كمن يتضرع للشمس أن تزيدكَ لهباً لأزداد انتشاء و جنونا.. و أنظر في عينيك و حمم بركانك تصهرني فأحمرُّ و أحمرُّ وهجا..و أنا كتلة نار بين يديك..أتوسّل أن تضيف حرائقك إلى دمي..أنا الآن أذكر كل تفاصيل ذلك.. كنت غبيّة حين تمسكت بلاءاتي، لم أكن أعرف أن رائحة تبغك التي بقيت على شالي سأحتفظ بها و ستكون تميمتي.. علمتني و أنا كطفلة بين يديك، كيف تصبح المرأة من بتلات الورد.. سيلا من خيوط الذهب.. مرمرا في يدي النحات.. كنت تقول لي أنا أكره أغلى عطور النساء، لكنني أعشق عطرا واحدا لديهن.. وكنتُ أستهين بذلك.. ما أجمل استسلامي الطوعيّ إليك.. كنت تقول لي أرفض هذا المصطلح.. فاعذرني إن أعدت ذكره.. قلتَ لي و نحن نشرب بعد ذلك قهوتنا على مشارف المساء.." لا تقولي الآن سيدي.. هناك كلمات لا تُذكر إلا في محرابها".. و ابتسمتَ.. جعلتني أواصل زئيري و أنا البعيدة عنك..يصلك صداه فتكتب رسالتك الصغيرة.. " كيفك لبؤتي" فتضيف إلى شراستي شراسة و إلى عنادي عنادا.. ما أروعك و ما أروع جنونك الجميل الذي طالما حدثتني عنه و لم أفهم.. الآن و آثار غزوك مدينتي المغلقة تزيدني بهاء و نشوة، أشهد ألاّ رجلا إلا أنت..
******
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.