..عندما شقَّ بخُطاهُ ديجورَ ليلٍ أسحمٍ ، لَمْ يَكُن يعلمُ الى أين يسير، تأبَّطَ محفَظٓتَه الفارغةَ إلا من سجائرهِ الجافةِ وخَرَجَ
.لَم تَكُن العتمَةُ بأشدِّ من عَتمَةِ روحِه
،خارِجاً ....من مَنزِلِه الذي عاد إليه بعد غيابٍ وهو يَتَعَثَرُ ببقايا متهالكةٍ من جُدران متعبةٍ وأساسٍ قديم
،وقفَ خاشعاً يتحسسُ أحجاراً مُتَهاويةً
.يَضُمُّ الى صَدرِه بقايا ثيابٍ شابَّةٍ وأحذِية أطفالٍ حديثةُ الشراء
.ثمَّ أتمَّ صلاتَه لصوَرٍ مُتَناثِرَةٍ وبقايا كُتُبٍ وأوراقٍ موَزَعَةٍ بينَ أحزانٍ. لا تُطاق
..ابتٓلَعٓ جُرْعٓةَ مرارته وسار غير آبهٍ
كانت أنهارُ ذكرياته تتدفقُ لِتُغرِقه حدَّ الجنون ، حتى شَرَعٓ يكتب على جدار الزَمَن
لستُ مٓجنوناً ...لست مجنوناً
وأخَذَ يَرسمُ بكلٍِّ قُوَتِه صُوَراً
.جُرذانٌ كبيرةٌ ...ثُمَّ يَلٍمُّ قَدَمَه ، دون إرادةٍ أنها تؤلِمَه
رَسَمَ حَبْلاً معقوداً ...وسريراً مُحَطَماً ورسم زئيراً آدميِّاً
انْتابَتْه نوبَةٌ جنونيةٌ ، الزمنُ. يسخرُ منه
آخر رسمٍ له كان وَحشاً رجلاً يفكُّ وثاقه ويرمي به رَميةً دعا الله أن لا يستفيقَ بعدها، لكنه فتح عينيه. ليجدَ نفسه جانب أحد المقاعد الحَجَريَّة ، أعطى جسده قِسطاً من الراحةِ الكاذبةِ وهو يتمتم بأنشودةًٍ كان يحبها منذ ابتدائيته
أيها النهر لا تسرْ
وانتظرني لاتبَعَكْ
أنا احضرتُ مركبي
هو يانهر من وَرَقْ
إنني ذاهبٌ معك
ويعاود النشيد بينما لم تعد شفاهه الجافة على حمل آخر سجائرهِ
.إلى أن أعلَنَ انبلاجُ الفجرِ نهايةَ موتَه الأخير
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.