vendredi 9 avril 2021

متعة // محمد بوعمران // المغرب

 

بعد أَن بلل جسده بمياه البحر المالحة ،أغرته رمال الشاطئ، فاستلقى على ظهره معرضا جسده لأشعة الشمس ،كان المكان غاصا بالمصطافين الفارين من قيض الصيف، الركض والصياح وتقاذف الكرات في كل الاتجاهات لم يفسد عليه استمتاعه بلحظة الاسترخاء،أحيانا كانت القذفات الطائشة تجعل الكرات تلامس أجزاء من جسده ،فكان يبعدها بيده أو يدفعها دفعا خفيفا بأطراف قدميه من دون أن يغير من وضعية استلقائه أو يثير ما يقع بجانبه أوحوله من حركة انفعاله ،فهو يؤمن بأن للآخرين الحق في المتعة وأنه لا يملك سلطة لمنعهم ...
حرارة أشعة الشمس تخترق جسده، فتشعره بحرارة الحياة ،و هدير الموج المختلط بضجيج المصطافين يبدد داخله الشعور بالوحدة ،أحاسيس تزيده استمتاعا بهذه الأجواء الصيفية وهو بجانب البحر الذي لا يراه إلا مرة في السنة ،كلما ارتفعت حرارة جسده هب نسيم البحر ليلطفها ،وكلما أخذته غفوة أيقظته حركة أو صوت لمن يمرون بجانبه ،فيفتح عينيه على السماء والماء المتموج ،يتأمل لحظة ثم يغفو ،لعبة استلذها وظل متشبتا بها لوقت طويل ...
في لحظة أحس ببرودة اقشعر لها بدنه ،فتح عينيه وكأنه يستيقظ من نوم عميق ليرى الشمس تميل نحو الأفق وتعلن انتهاء النهار ،وليلاحظ أن جل الذين كانوا جالسين بجانبه غادروا ،وأن المتبقين يتأهبون لمغادرة الشاطئ ...
ينهض ،ينفض حبات الرمل التي أبت أن تغادر أجزاء من جسده ،يصعد إلى الكرنيش بخطى متثاقلة ،ليجد مرافقه يترقب وصوله منذ مدة ...يسأله متوثرا
-أين غبت يا أخي ...؟أقلقتنا ...
يجيبه ببرودة دم ...
-كنت مستلقيا فقط هناك على الرمل...متعة ....





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.