أنا لم أختر..
لم أختر أبي،
و لا أمي،
و لا عشيرتي،
و لا هذه الحياة..
لم أختر لا وطني،
و لا لغتي،
و لا ديني،
و لن أختار طبعا يوم مماتي..
لم أختر..
جذوة أنفاسي،
و لا حرارة اللقاء،
و لا نبض القلب..
لم أختر..
لا لون الشمس،
و لا ضي القمر،
و لا صمت ليلي..
لم أختر لون عيني،
و لا شعري،
و لا سمرة جسدي،
و لا حتى ان أكون إنسانا..
لم أطرق نوافذ البوح لِأَغْرف من سر القصيدة..
و لم أطر كفراشة ضوء حول وهج الشعر..
و لم أختر فنون البيان..
انا لم أختر..
لم أختر..
لكني أتيت..
كل هذه الطرق،
و هذه المسافات..
نبتت معي..
أينعت في غفلة مني..
صارتني..
و صيرتني ما أنا عليه..
قدري اختارني..
و اختار لي..
مرتاح أنا في تعبي..
في حزني..
و في شقوتي..
لم أختر شيئا..
غير أن أتعلق بأستار الرفض..
و أنصت لأصوات ثائرة نبض القلب..
تهز أبواب الزنازن،
و حيطان هذا السجن..
تعلن طوفان المد..
لم أختر..
لكني أتيت..
قدري اختارني..
و اختار لي..
مرتاح أنا في تعبي،
في حزني،
و في شقوتي..
لم اختر..
إلا أن أكون سيزيف العصر يتمنطق ضميرا داميا..
يمشي حافيا..
لكنه حر..
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.