لا خطوَ يربكني ' سوايَ الآنا '
فأقم بوجهِك دونك التَوَهانا
مازال طيشُكِ يستحثَّ أصابعي
نحوَ المخانقِ يستبيحُ رؤانا ويثير طيفاً طالما أيقظتَه
حيث الكوامنُ تشعلُ النيرانا
لم ألقَ في شفتي شهيّاً عالقاً
حتّى اغترفنا من رحيقِ هوانا
شفتاك ياحلمَ الصبابةِ واحةٌ
تستمطران بما يفيضُ كلانا
لم أنسَ يوماً طالَ فيك محلّقاً
وعساهُ مُطّرداً يضلَّ خطانا
ولعلّ صبرَك في خضمّ تورّدٍ
عزفٌ يورّثُ شهقةً وقِيانا
ما انفكّ بين الناس يظهرُ سرَّهُ
فإذا بهِ مستنفراً حيرانا
ويعيدُ ترميمَ الجسورِ لعلّهُ
باقٍ وحولك يستردُّ كيانا
ليت الذي أثرى منافذَ دمعِهِ
وأحلَّ وعداً يبلغُ الطوفانا
ويمدُّ خيطاً للمعنّى بالجوى
شاءت له الأقدارُ أن يتوانى
يا رعشةَ القلبِ التي لم تنطفئ
رفقاً فديتك دونك الخفقانا
وكأنّ قلبك يستفيقُ ضراوةً
ويبعثر الأسباب والخذلانا
قد رامَ في دربِ الهوى سبلاً كما
يَسعى ليبذرَ .. ما رعتهُ يدانا
ويصوغُ من تلك الجهاتِ حكايةً
غطّت ملامحَ ثورةٍ وبَيَانا
لو لم يكن غيري تورّمَ بالنوى
لنويت جدّاً أتّقي العصيانا
من لي بخلٍّ لا يشحُّ جوابُهُ
إن كان يندى في الشحيحِ لِسَانا
إن أربكتهُ اللاءُ صعّرَ خدَّه
وأقامَ في حنثِ العهود زمانا
حتى تجذّر في كيانك غاضبٌ
وعلى المدى يستعذبُ الخُسرانا
ليست جريرتُك النكوصَ بعاثر
يوم امتنعت ولم تعد مزدانا
ربّاه كم يشقى الغريب بنزوةٍ
تخفي براثنَ غيّها استحسانا
وتقوّض الخطواتِ رغم فداحةٍ
للسيرِ ما أبقى لنا الجريانا
قد كان يرديها السؤالُ وكم اغتنت
من عابرين وكم تكيلُ هَوَانا
وتسابقت حتَّى تدافعَ ظلُّها
مهما ارتوت تتكلّفُ السُلوانا.