lundi 30 septembre 2024

فراغ // محمد لغريسي // المغرب

 

تركوا المفتاح في فجوة المزلاج
وغادروا
طار الهدهد،
وانمحى في الأرجاء..
آواني الفخار التي تؤثث بهونا الملكي
لم تعبأ بدقات شغفي
ديكنا - بدوره -
حمل نشيده المخملي بين جناحيه
وانزوى.
في دهليز البيت
لم أجد خلخال جدتي المثخن بالتاريخ
قميصي المطرز بالحنين
تهلهل كقصيدة قديمة
جلباب عمي
وقد خالطته خيوط عنكبوت
أما الباب-الحبيب..
فقد ترك قلبي للصقيع
اندثرت تقاويسه الموريسكية
تنحى غريبا كسيرا
بين
الحشائش
اليابسة.
سوى المرتفعات تتجسس علي
تعزيني بخبث
تبيعني سدى للمدى
هناك .. لم أجد غير الفراغ.






أعلى قمة الصمت // علي الزاهر // المغرب

 

أعلى قمة الصمت ،
تنفرد القصيدة بي
فتحملني في عباب التأويل
إلى انكسارات اللغة الٱبقة
بعيدا يرميني لحظي
أرى ما لا ترون في بحر المجازات
أرى قبلا يوسد حسرته
و طفولة بريئة تشق الأفق صراخا
و أرى ما لا ترون من خيبات الصحب
و من ضجر البسطاء
حين تتعرى الحقيقة في صمتهم
و أرى أكواما من العبث
ممدودة على أفئدة الوعاظ
و أرى في مدى الغياب
حضور اللفظ المسجور
و أرى تأويلي في كل واد يهيم
أعلى قمة الصمت ما يغري القصيد
وجوه حربائية الوجود
و نشاز من الأغنيات يشق الصدور
و لا شيء يوحي بلحن الخلود
فافتح سفر التأويل يا يوسف
و امنح لصوتي حق السؤال
فلست سوى عابد في لجة هذا العبث
و دعني ، لأرى هل غادر الشعراء
قلعة التأويل عند منتصف القول ؟؟
لعل شموسا أخرى ، تأتي بالغيب.








dimanche 29 septembre 2024

أكثر من الجبن ...// نور الدين برحمة // المغرب

 

أكثر
من الجبن
أنا
تفاحة تسقط
من شجرتي
وأنا خائف من التقاط
الريح
تبا للموت الذي علمني
الحياة.
تبا للحياة المغلفة
بورقة التي أخفت عني
سطر البداية المرعبة
فكنت
وكانت
لغة لاتشبه الموقف
يموت من يموت
وأنا لازلت
هنا
هناك
أحصي على أناملي
عدد الخيبات
وأنتظر
أن تسقط تفاحة أخرى
من شجرة
في بستان فلاح
حمله الريح إلى مدينة
نصفها من نار
والنصف الآخر
من دخان
القلب حزين عن
من قال لظلي الهارب
إلى الهروب
كم أنت جبان يا حارس
البستان
تفاحة تسقط وأنت
كما أنت
تخاف من التقاط الريح
من الأرض...
وأنت ابن الأرض...
يا أنت...






لا خطو يربكني ..// وليد حسين // العراق

 

لا خطو يربكني
لا خطوَ يربكني ' سوايَ الآنا '
فأقم بوجهِك دونك التَوَهانا
مازال طيشُكِ يستحثَّ أصابعي
نحوَ المخانقِ يستبيحُ رؤانا
ويثير طيفاً طالما أيقظتَه
حيث الكوامنُ تشعلُ النيرانا
لم ألقَ في شفتي شهيّاً عالقاً
حتّى اغترفنا من رحيقِ هوانا
شفتاك ياحلمَ الصبابةِ واحةٌ
تستمطران بما يفيضُ كلانا
لم أنسَ يوماً طالَ فيك محلّقاً
وعساهُ مُطّرداً يضلَّ خطانا
ولعلّ صبرَك في خضمّ تورّدٍ
عزفٌ يورّثُ شهقةً وقِيانا
ما انفكّ بين الناس يظهرُ سرَّهُ
فإذا بهِ مستنفراً حيرانا
ويعيدُ ترميمَ الجسورِ لعلّهُ
باقٍ وحولك يستردُّ كيانا
ليت الذي أثرى منافذَ دمعِهِ
وأحلَّ وعداً يبلغُ الطوفانا
ويمدُّ خيطاً للمعنّى بالجوى
شاءت له الأقدارُ أن يتوانى
يا رعشةَ القلبِ التي لم تنطفئ
رفقاً فديتك دونك الخفقانا
وكأنّ قلبك يستفيقُ ضراوةً
ويبعثر الأسباب والخذلانا
قد رامَ في دربِ الهوى سبلاً كما
يَسعى ليبذرَ .. ما رعتهُ يدانا
ويصوغُ من تلك الجهاتِ حكايةً
غطّت ملامحَ ثورةٍ وبَيَانا
لو لم يكن غيري تورّمَ بالنوى
لنويت جدّاً أتّقي العصيانا
من لي بخلٍّ لا يشحُّ جوابُهُ
إن كان يندى في الشحيحِ لِسَانا
إن أربكتهُ اللاءُ صعّرَ خدَّه
وأقامَ في حنثِ العهود زمانا
حتى تجذّر في كيانك غاضبٌ
وعلى المدى يستعذبُ الخُسرانا
ليست جريرتُك النكوصَ بعاثر
يوم امتنعت ولم تعد مزدانا
ربّاه كم يشقى الغريب بنزوةٍ
تخفي براثنَ غيّها استحسانا
وتقوّض الخطواتِ رغم فداحةٍ
للسيرِ ما أبقى لنا الجريانا
قد كان يرديها السؤالُ وكم اغتنت
من عابرين وكم تكيلُ هَوَانا
وتسابقت حتَّى تدافعَ ظلُّها
مهما ارتوت تتكلّفُ السُلوانا.






هي القصيدة // محمد العلوي امحمدي // المغرب

 

شفاهٌ تتوق للكلمات
تُرضعُ النثرَ من حنانِ الحروفِ
وتُطعم الشعرَ من ثدي المعاني
بغنجٍ يُسكر القلوب
حتى الثمالة
تُغني النبضَ بإكسير الحب
وبعطر الحياة.
هي القصيدة،
هي تاء التأنيث
هي التاء المربوطة
بحبلٍ سُرِّيٍّ، سُرَّةِ البقاء.
هي التي تتسللُ
في ثوبها الشفاف على استحياء،
وحينًا كلبؤة جريئة
بين سطورِ الورق،
مثل نهرٍ رقراق
يخترق صحراء الذكورة
لتنبت أشجار العشق،
وأزهار الحلم والأمل
في قلوبٍ جافةٍ وعقيمة.
جاهلٌ من يقول
"أنا للمرأة باعٌ في الأدب"
فهي فيه عاقرٌ،
والساحةُ حبلى بالولادة
لمن ألقى النظرة
واتَّعَظ.






samedi 28 septembre 2024

من أين تأتي اللغات كلها ...// أحمد المنصوري // المغرب

 

من أين تأتي اللغات كلها
والأرضُ تحثَ كفِّي
وبينَ أناملي
تدورُ ولا تدورْ
ها أنا..
عُروةٌ وُثقى
روحٌ تسرحُ مع الرياحِ وتروحْ
نبضها
في كل البقاع
في كل الأصقاع
إكسير حياة يفوحْ
والقصيدة في دمي
تتمردُّ..تثورْ
لا تهدأ أبدا..
لا ترتاح ..
هو ذا أنا...
دمٌ نازفٌ
من حضارةٍ
مُتخنةٍ بالجراحْ
يغمرني ضجيجُ أهلها
فلا أسمعُ
غير البكاءِ
عن ماضٍ مضى
والمسيحُ يصيحْ
لماذا على الصليب
صَفَّدْتُمْ أجسادكمْ
وأفنيتمْ أرواحكمْ
فياليتكمْ غيرَ مكبلين
بهياكل تلك الأشباحْ
التي لم تَعْدُ تُثِيرُ
سوى البكاءِ والنواحْ
أَلَمْ تروا أن الهلال
يُنشدُ دوماً التحولَ
نحو الاكتمالْ
ثم النُّكوصَ والأفولْ؟!
ألم تسمعوا السموألَ
يصرخُ ويصيحْ
إني بريءٌ
من سخفِ هذا الوفاءْ
فما عاد يُجدي كل هذا الإذعان
لما في السماء من هباءْ
وهيَ عاقرٌ
لا تُنجبُ الشعراءَ
ولا الأنبياءْ
ولا حتّى قطرةَ ماءْ
في أحداق الأشقياءْ.







jeudi 26 septembre 2024

بصمة حنين // أحمد نفاع // المغرب

 

ويأخذني الحنين
بملاذ إلى دربنا القديم
كل شيء فيه تغير
ولا شيء
تغير
كاني بي
أشم فجر ولادتي
وروائح الخبز والحطب
أين صوت العجوز باللباس الأبيض
أين قواميس صباي ..
وحدها الحيطان
تتقشر، تلتحف
زينة رداء
باهت
من هنا
كلهم مروا ( سريعاً )
لا منفى أثقل من صدًى يتهجاني
ولا أقرس من صقيع
يحرث الغياب
من هنا
كلهم مروا
كخيالات هاربة
نقشوا رائحتم بكل صنوف النسيان
كأني بي، أتسول مزاجاً آخراً
ألهو بذيل ماض محنط
أفتش في جيوبي
فترتد يدي
ولا أجد
أسماء
كانت هنا ( تلهو)
هو
لغز زمان
كل شيء اندثر
كل لا شيء
تغير.









من يقرأ سردياتي الناشزة ؟ // محمد محجوبي // الجزائر


هي مجموعة أوراق بلا طعم ولا رائحة تجوب فصولها المزروعة بين غابات الذات .. هي عصارة ليل التهم نجومه التي مع كثرة الدخان أصبحت مجنونة ماردة تغوص الشك تحاكي أعاجيبها المتوحشة أغوار الأكوان المتنطعة الضوء .
بيني وبين سردياتي خضاب حرف على مفترق الاعوجاج ، حين أعلقها على مسارات الريح أتكوم طيرا يلتحف ظلاله المتنكرة ، كنت أبزغ من بخارها سلاسة فراشة منتشرة بين ضلوع البوح ، وكنت الفارس المتأخر في زمن العقر ما عدا غوغاء المتكلمين الذين يمضغون قضاياهم بشهية القنص فإنني اخرج من جيبي المرقع كلمات كنت أرتبها وأنتخبها كقلادة صمت سكن جبال الحكي من كذا حقب تناثرت في برق كوابيسها .
مكره هذا السرد المتشعب الرمال لا يمانع أن أجلس منهك القصائد أحفر بعيوني خنادق توثق حروبها ، كما أحاول مراودة صفصافة غزلي بين شموس منكسرة محاولة الطفل الذي يغلبه نعاس مغلف وثقيل .








mercredi 25 septembre 2024

حرف ينادي // نصيف علي وهيب // العراق


تسامرنا الليالي، نذكر بالأشعار القمر، تشرق الشمس علينا، نرى من خوص النخيل الأمل، أحلق مع الكلمات، أسمع حرفا من السطر ينادي، بيروت القصيدة، قادم وحدي إليك.








أتى علينا زمن // نجاة دحموني // المغرب

 

وأتى علينا زمن.
إن حكمت العقل قد تجن
لا أحد منا يعيش في مأمن.
سادت الأنانية و كثرت الفتن..
توالت علينا الأوبئة و المحن
حتى الحب و الأخوة صاروا بثمن.
و أتى علينا زمن.
أحلام الجيل في الافتراض يرسمها
قلة من لنفسه صديقها و صادقها.
جلنا جاهد لدنياه بانيها.
المال موسيقاه و رناته معانيها.
ناسيا خالقه معمرها و فانيها.
و أتى علينا زمن.
صاحب العيب يعيب و يحدق.
صريح الرأي يسمى وقح أحمق.
في المجالس يهيمن الكاذب المتملق
من صنعته الكلام المزيف المنمق
و بخطابه المزخرف يبجٌَل و يصدٌَق.
و أتى علينا زمن.
الكهل كالشاب في تصرفاته تهور.
الكل يشتكي و من حاله يتدمر.
الباطل يعلو على الحق و منه يسخر.
فلا تحاول أن تسند ظهرك على بشر.
الخديعة صارت طبعهم و الكثير مما استتر.
و أتى علينا زمن..
اشتد الذكاء و قلت المشاعر.
كثرت المهرجانات و خلت المنابر.
سادت التفاهة و غابت حِكم الزمن الغابر.
صار المال و الجاه المجرى و الشعائر.
و كأننا في هذه الدنيا لسنا مجرد عابر.







mardi 24 septembre 2024

بعيدا عن العشق // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

 

مازلتُ أبحثُ عنْ محتوىً
لهُ هَوَسُ الفراشاتِ ،
الفراشاتُ التي لمْ يرهبها
خيالُ المآتةِ بتنمرهِ الواهم
سأسطّرُ لحناً بمدارجِ موسيقيٍّ ناقمٍ
لا يأبَهُ بالنشاز
ولا يثيرُ حفيظته هيلمانُ السطور
سأقوِّضُ كُلّ قيودِ
وصلاتنا المشوّشةِ
وإقصائنا الناتِئ
في ميادين الشروق
الانعتاقُ ؛ أنْ أزيدَ جرعات ودّكِ
بلا نيّاتٍ مبيّتةٍ
غير الرسالةِ المزمعِ تقمّصها
بتعريضاتها اللاذعة
وبقفلةٍ لها سحرُ تأوهاتكِ الأخيرة
سأكتبُ بعيداً عن العشق
وعن ملامحكِ التي سأرمقُها
حينَ تومضُ عندَ كُلِّ كلمةٍ
وعبارةٍ من عباراتها المدبّبة
هناكَ سأرسمُ لكِ لوحةً
أدسّ فيها باهِتَ الألوانِ
وأستبقي لكِ شوقاً
فائضاً عن احتياجاتِ البرواز
سأكونُ لكِ تلكَ الضفة
التي طالما حاولوا أنْ يغيّبوها
بجبالِ صدودهم
وقدْ فاضتْ حنوّاً واشتياقاً
يتهامسونَ جهراً بأنّ القصيدةَ
معلّقةٌ علىٰ الأرصفة
يشرئِبّ لها كُلّ بائسٍ
يخالها خلاصاً لأحلامهِ الضائعة
لكنّها زنزانةٌ كبرى
لكُلِّ مَنْ تسوّلُ لهُ نفسهُ
التقرّبَ مِن حِمى أتونِ صفحاتها
حينئذٍ ومِنْ جرّائِها
وهوَ مصابٌ بالخيبةِ الزائدة
سأهتَمّ بنشرٍ
يجذبُ أصابعي الرماديّة
لمباراةٍ حاسمةٍ
تقطعُ نزيفَ مذبحةِ الرغيف
تعطّلُ ابتزازَ سعراتِ الخصخصة
وتصعقُ بصريرها
تجاّرَ البنوكِ الربويّةِ
وسماسرتهم دهاقنةَ الفتاوى المضلِّلةِ
سأبعثُها لشاعرةٍ
كنتُ أراها في مخيّلتي
تهتفُ بي :
فتّشْ عن منفى
يشبهُ معشوقةٍ خَبَتَ بريقُها
تستفزّها
تنفخُ كُلّ رمادِ الذكرياتِ بداخلها وتعيدُ تعبئتها وتشكيلها
لتكونَ لكَ وحدكَ
بجوارِ الشاطئ
ولازلتُ أنتظرُ طيفَها
لأقولَ لها :
لقدْ سكنَ الليلُ
واضمحلّ الشاطئ
وما برحتُ أرقبُ
تراتيلَ فجرٍ وشيك .







مداعبة المشمش! // محمد لغريسي // المغرب


أنا لما أحببتك
جعلت طلعتك القرطبية مآلي!
قلت: إلا أنت
ثم أغلقت بابي ..عمن سواك
أنا ..
لما اشتبكت بالعرفان الدافق
من عينيك
أفشاني لسري سري..
أنا لما أحببتك
انحبس النسيم في خلقي
وفي ثنايا الخافق، شيدت للعذريات
غزلا أجاجا منمنم الحواشي
والنبرات
يا أميرة تجلدني بنهد بازغ
و شفة
رمان.
يا سلطانة ..
تأمرني ان أتعرى متهجدا
تلزمني أن أبلغ ليلى العامرية
ما تلاطم على خاطري من موج
و أوجاع.
يا صبية..
تجبرني أن أسرو مهرولا
صوب محراب التوسل..
وفي البال نكهة داعرة تستفزني
كما لوكانت..لهجة "جلجلان".






lundi 23 septembre 2024

لك وحدك ..// إدريس سراج // المغرب

 

و يحاصرك النقصان
من كل الجھات .
في غفلة منك ,
مر العمر مسرعا .
يمسك بأذيال الخيبات .
كما لو أن نار الحياة ,
تلتھم أوصاله الصاخبة .
و يعلن
لا جدوى من الحياة .
لا جدوى من الموت .
تساوى الأمر .
و عم الخسران الكبير .
و ما من منارة
أو وهم ,
يھتدي بھا
زورقك المكسور .
أنس الدرب القديم .
رحل الرفاق .
و ضاق الزقاق .
و من تبقى ,
ضاع في شعاب البقاء .
فلا طوبى ,
لمن ترجل عن صھوة
ھذا الجحيم .
و لا طوبى ,
لمن ظل في وحل
الكذبة الكبرى .
لم البوصلة و الجھات ؟
لم الساحات و الطرقات ؟
لم الشعار و المبدأ ؟
لا البحر بحر .
و لا البر أمان .
لا السماء للملائكة .
و لا الجحيم للمارقين .
بركة موحلة بالخدج
و السدج .
وحل عفن بأرواح كئيبة .
ظلال ضامرة .
و سحب من صديد .
لا بر يأوي النازحين ,
من النيران الصديقة .
و لا بحر لمواكب العميان .
أحدھم أغواك بالحياة .
فلا حياة في الحياة .
و لا موت يريح
من هذا الموت .
تقدم في ليلك .
و لا تنظر أمامك ,
أو خلفك .
فلا أحد يهتم
لوجهتك المقبلة .
وحيدا
تحمل أحلامك ,
و صورك .
لك وحدك
كل هذا الليل الطويل ..............








dimanche 22 septembre 2024

المهرجان // علاء الدليمي // العراق

 

النازحونَ من حربِ الشوارع،
يفترشونَ رصيفَ الأمنياتِ؛
ليحصدوا سنابلَ الخيبة
بعد أن أكلتِ الحربُ سيقانَ أحلامهم!
ينثرونَ ضياءَ نصوصهم
بيدٍ واحدةٍ وساقٍ محجلةٍ بالضياعِ،
فالشعرُ وحيٌ يسوقهُ القدرُ
يبذرهُ اللهُ في أضعفِ خلقه.
لم أبعْ ما برأسي من دخانٍ،
لينفثَ بعضي في سكون الريح
عبر دوائر بيضاء تمحصُ وجوهَ الآخرين
ويضعُ ما تبقى مني في منفضة الزمن؛
لتقرأ ما علق.
..........................................
قدمتُ وفي جيبي شيءٌ من الألق؛
لأخرجَهُ بـخفةِ ساحرٍ أو بمكرِ ثعلبٍ
فتصفقُ لي المنصةُ بعدما رأت فيَّ
مشروعَ شاعرٍ أو صبيٍ مجنون؛
جاءَ فاغرًا فاهُ بقصيدةِ النثرِ،
المرأةُ المرآةُ تمشطُ لغةَ الشعراء
بـأصابعَ ناعمةٍ كي تحررَ تفاحةَ آدم
من عقمِ الكلماتِ؛ لتصدحَ الحناجرُ
الله أو أعدْ أعدْ بعدَ أنْ زرعَ حاشيتهُ
وسطَ الجمهور.
ربما نسيتُ أسنانَ المنيةِ التي أنشبتْ أظفارها بحلمي
الذي ماتَ قتيلًا بعبوةٍ محليةِ الصنعِ؛
فعشرةُ أعوامٍ من البحثِ عن لقمةِ عيشٍ كفيلةٌ بالقتلِ!
هكذا وجدتني امرأة ٌ تفتشُ في موضعِ القمامةِ عن رغيفِ خبزٍ؛
لتصفعني غير مباليةٍ بأحلامي الموؤودة في كيسٍ من ورق .......................................
أجلسُ في المقعدِ الأخير؛
لأحسبَ خطواتِ المصور،
لعلهُ يلتقطُ صورةً أُعلقها عندَ مدخلِ القريةِ؛
ليقولوا هذا شاعرٌ!
إلا إنَّ الجالسينَ في صدرِ المحفلِ
يجرون كثيرًا مع قربِ المنصةِ؛
فبرودةُ الهواءُ تشاكسُ ثيابَ الفراشاتِ
لتحلقَ أجنحةُ الفضولِ؛
لرؤيةِ مفاتنِ الصورةِ الشعرية!
........................................
خلافَ القاعدةِ تدعوني لبيتِ الطاعةِ؛
بدعوى قول الشعر والتسكع لوقتٍ متأخر.
قد تخلعني بسهولةٍ،
كالقصيدةِ التي هربتْ قبل أنْ أدخلَ بها؛
لمّا ضجتِ القاعةُ بالصفيرِ؛
لأني قلتُ لهم لستُ بشاعرٍ.