استيقظت رقية مبكرة كعادتها ،هيأت وجبة الفطور ،واتجهت نحو غرفة علي لتوقظه من النوم وتطمئن على حالته ،لكن المفاجأة صدمتها حين وجدت مكانه فارغا ،جلست في ركن من أركان الغرفة تتساءل ،فزوجها لم يغادر المنزل منذ شهور ،تناسلت الأفكار في رأسها الممتلئ بالهموم ،أفكار كلها سوداوية تنخر دواخلها وترمي بها في مسالك مظلمة خصوصا أنها تعلم أن حالة زوجها النفسية ليست على ما يرام ،أحست بالندم على مفاتحته في أمر خروجها للعمل ،فربما قد يكون خروجه من البيت هو تعبير عن غضب وردة فعل للتنفيس عن ذاته المحبطة ...
كانت الخطوات على درج العمارة تعلن قدوم علي ،التقطتها أذن رقية فهرولت نحو الباب لتجد علي على مشارف الباب ، وقبل أن يدخل قال لرقية مطمئنا :
-لا تخافي ...فأنا بخير ...خرجت لأمر يهمني و...
ردت رقية وقلبها يكاد يخرج من صدرها قائلة
-كان عليك اخباري يا علي ...حتى هاتفك لم تحمله معك ...أين ذهبت ...
جلس علي ، مسح بمنديل ورقي جبينه من قطرات العرق ثم التفت نحو رقية قائلا :
-لقد ذهبت عند أحدهم لأتمم عملية بيع السيارة ...
ثم أخرج من محفظته مبلغا من المال وضعه في ظرف وقدمه لرقية وهو يقول :
-لم نعد الآن في حاجة إلى سيارة ...فتصرفي في المبلغ ...
لم تعلق رقية على ما قام به علي ،وتسلمت المبلغ ثم انصرفت تاركة وراءها علي يتناول فطوره ،كل التعاليق لم تعد تجدي والواقع أقوى وفوق كل تعليل أو تعليق يدخل في نقاشات يدحضها الواقع ...لكن رقية تعلم أن بيع السيارة مؤشر من مؤشرات العودة إلى نقطة الصفر ...
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.