نادى عزوز :
- اسمع..نظف وجه المنضدة لي ولسيجارتي
واجعلها زنجية قاتمة.
امنح لي سيجارة أخرى.لا تحملق في خلقتي وخرقتي.سأدفع لك قريبا
قال:
-ولكنك. استهلكت كثيرا..باجلول
أخاف أن ترتديك الفاقة وتسربلك الحاجة
أجابه::
دعني أحرق مخي .قـد أصوم عن النوم والنهد لحول كامل.قد أجوع كما أهل الكهف .قد أحرق الدنيا كلها بالغاز والنار .قـد أبيع أثوابي لتاجر الدرب ..
فقط لأشرب رحيقها
تكلم النادل واعظا ناصحا
رد عليه :
- بهذه الجمرة تذوب شجوني،اغسل صدري.. أسافر إلى أجمل الاحاسيس والمناطق..
اما بنت الكلبة فقد فرت إلى حيث تريد ،تركتني كرغوة الصابون أجف بين الطرقات، أنتظر من الوقت هدايا قد تأتي ولا تأتي..
يتيه بين ليلة ونهار، يشتمها ،يلعن جروها المراهق
لقد شطب هو الآخر على اسم جلول، منذ مدة لم يكتب له ولو خطا مقتضبا كي يستفسر عن حاله و يكتشف مآله..
- تفو ..تريكت القنب والمساخيط..تنجب مخلوقا ما رغم المصاعب والمتاعب. تعتني به ،تصرف عليه من دمك وجوفك .ولما تنضج لحيته يرسلك كبغل سانية الى دار العجزة
ينصرف..
يتركك للحظ والرياح
ربت ابليس على كتفك..مدح فعلتك .
قال لك وعيونه تلمع كوحش وسط غابة كثيفة:
زخرف يا جلول صدرك بالافيون وفاكهة "كتامة"/
لا تكترث..ذق ورقة الفلسفـة./
بكامل شفتيك المواظبتين،ذقـها../
وثقت به،غمزت اللفافة،كشفت عن سيقانها البيضاء ، نمت في حضنها ،مزقت قميصها الأبيض ،بسطت لك جميلتك ما أردت وأحببت..
تمردت معك ،تعلقت برئتك
نصحك الأحمق عزوز :
إنها مجرمة..تريك من الرشفة نشوة وتروغ بك كما يروغ الثعلب
أجبته:
على الاقل..هي لا تتأفـف من حماقاتي.
تخضع لـي كأجمل عاهرة في الوجـود
تبيع لي عقار "الدوبامين "بـدون مفاوضات.
أصاب الكساد بضاعته وبدنه ،نزل هائما مهرولا بين المشعوذ والطبيب يرجو حلا لمسألته العويصة..
قال أحدهما:
عليك بترك الأفيون واللفافة.يوما ما..سيجدون هيكلك يابسا على باب المدينة
ولم يكترث
رجا البقال أن يرحمه بواحدة أخرى..لكن الوغد قال:
-لا أبيع السجائر بالطلق..
انصرف من باب رزقي..
صادف في رصيفه شقيا مثله،استعار منه ربعها
تسربت ابتسامة معتلة من خشب وجهه..
والأعجب أن المجرمة تكلمت فجأة وقالت:
عليك بي ..لا شأن لك بتجارة أو عبادة أو أنثى.ألا تراني أحترق لهبا من أجلك.أذوب متى تشاء يا حبيبي "جلول"..أكون لك بين شفتيك الغليظتين علكة طيعة..
أعتصر ألما لتفرح..
أتضاءل بين اصابعك.
تكفيني سعادتك يا "جلول"
يفر إلى بيته..
ينزل بين الدروب، يتفادى الكلاب الهائمة،ينزوي إلى سرير مهترئ . يسرع إلى علبة الدواء ،يلتهم الأقراص ويتناول المراهم.
شعر بمنشار حاد يسفك عظامه ومفاصله.تقيأ كثيرا هذه الليلة .
غشيته ثمالة
عمه تعب
استبد به ضيق لا يوصف
قبل أن يستيقظ ليدخن آخر رقم من الحياة . حشا الفقيه ورق السدر والكافور بين أسنانه.رتل قرب مسمعه أدعية غامضة
قال جلول نادما متأسفا:
ها ولدي العاق يعبث بهاتفه الخلوي.
ها الكلبة تحرق صدري وتشمت بي.
قالت:
-استجاب الذي لا ينام و لا يموت لرجائي.
هاته المرة..
لا أمزح معك يا صديق الشيطان.
انتهت الأسطوانة
التهمت المجرمة الرائعة بطاقتك.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.