dimanche 27 octobre 2024

كوني امرأة ! // حبيب القاضي // تونس

 

"زفرتك الأخيرة لها أزيز الرصاص.. لا تطلقها.. انتظرني ربما غدا أرمم حالي".. كنت أقرأ رسائله المتواترة على شاشة الهاتف.. قررت ألا أفتحها حتى تراكمت.. أغراني هدوء المكان و أنا أجالس قهوتي و ألهو بخاتم في يدي اليسرى.. تسللت ُ إلى ذاكرتي و لا أعرف كيف حدث.. وجدتني أتحسس أماكن في جسدي.. هذا الجسد المرهق بالماضي و التحدي.. الجسد الشاهد و الساكت على جميع عذاباتي.. كم خزّن أحلامي و ألقى بها دون شفقة في مراجل الفقد.. و أعيد ترميمه ليعيد إنهاكي.. آه منك يا جسدي.. تقلصتُ قليلا حتى أني أصبحت كريم مذعور.. رائحة البنّ وحدها انتشلتني.. " يجب أن تغادري صورتك القديمة" .. حينها فتحت رسائله من باب الفضول.." سيدتي.. لا تضيعي وقتك في ترتيب الأشياء.. راقبي هذه الأرض كم هي جميلة بعفويتها و فوضاها".. ماذا يريد؟؟.. أنا امرأة هاربة من وجعي.. أتلحف مزهوة كطاووس برداء وحشتي.. يستفزني حنينه.. أتورط في أسلوبه.. لم لا ألقي بكل ما فات في فوهة بركان خامد.. و استعير من شجرة الفلين رونقها و من شمس الصباح دفءها.. لم لا أسير عارية من كل أوهام الواجب و المنطق و أتسكع في شرايين هذا الغريب.. أنا سيدة لا تملك الآن سوى شهاداتها العليا و كتابتها.. في لحظة بدا لي أثر أحمر الشفاه على الفنجان يختزل أنوثتي..بدا و كأنه قبس في ليلة مظلمة.. و سرت في جسدي نداءات.." انعتقي من كل حدود الوهم و كوني امرأة






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.