رُبَّ حَدسٍ يضجُّ بالفقدانِ
زاخراً بالجوى كسِيرَ الجَنَانِ
ليس ينأى من احتِدامِ صَريرٍ
ما انثنى الخطوُ إن توانى بفعلٍ
ثابتاً حتماً حيثُ مَعنى التفاني
لم يكن حافلاً يقاربُ صبّا
فإذا الوقتُ دائبُ النسيانِ
واكتوى رفضاً دون أيِّ ضجيجٍ
وانسدادٍ من لسعَةِ البهتانِ
إن هَمَى في البلادِ يومُ رحيلٍ
يرتدي بغتةً عُيونَ المكانِ
فعلامَ القتالُ إن رَدَّ خطباً
يَستبيحُ الرؤى بغير أوانِ
ما أنا إلّا بين جِنحِ ضميرٍ
قد تغاضى عن رجمِ كلِّ جبانِ
ليتني غافلٌ إذا مرّ سهمٌ
يتدلّى قد جدَّ في التَوَهانِ
وجفونٍ عن المدينة تصحو
تتوارى من وخزةِ الجيرانِ
كغريبٍ يحتاج وقفةَ صمتٍ
والتزامٍ لو سارَ كالكهّانِ
لم يقم بيننا وحيدا ولكنْ
حاجةَ النفسِ تستعين بثانِ
كان يبدو مطوّقاً منذ جيلٍ
يحملُ البأس ما انزوى في كيانِ
وأرادَ اللحاقَ قد ضاقَ ذرعاً
مذ رأى الحزمَ شاكيَ الخُذلانِ
وكأنّ الوجومَ حينَ اتّساعٍ
يظهرُ العجزَ ناحلَ الأبدانِ
والمنايا وإن تراءت بهمسٍ
ما لها غيرُ تُرجُمانِ البيانِ
فخذيني من تحت وطأةِ قلبٍ
مُستباحاً يشتدُّ في الخفقانِ
خَبّئيني على مدار شحوبٍ
يعتريني من فادحِ الهذيانِ
واندبيني فلستَ آخرَ نعيٍ
قد أصابَ الحشا ببعضِ هوانِ
فإلى سائمٍ نَجَا منذُ تيهٍ
كيفَ أضحى مثلَ السجينِ المدانِ
فليكن راغباً بغير اندفاعٍ
ينتهي العزمُ بين تلك القِيَانِ
ها أنا أرنو من سخيِّ اشتهاءٍ
لعيونٍ لها قَوَامُ الحِسَانِ
تبتغي الوصلَ في خضمِّ اشتياقٍ
يتساوى كحافزٍ وامتِنَانِ
وحديثٍ في ظلِّ هَدأةِ ليلٍ
وسكونٍ يمتدُّ دونَ لِسَان
فغدا الودُّ بيننا مستطيلاً
مُبهراً جداً بين عَذب الأماني
ضحكةٌ تترى في خيالِ حبيبٍ
تُمطرُ القلبَ من شذا الأُقحُوانِ.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire
Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.