mardi 8 octobre 2024

تصدعات الأسافين // كامل عبد الحسين الكعبي // العراق

 

دقتْ ساعةُ الصفر
وما انجلَتِ الغبرة
ثمَّةَ ما يَهُبّ يعصفُ بما هوَ
أكثر فظاعة من مجرّدِ حيّزٍ
يملؤهُ الفراغ
ثمَّةَ مفازاتٌ كوّروها
مغلّفة بالصخب
لمْ تمنحهم فرصةً لالتقاطِ أنفاسهم
لمْ تزلْ تجثُو علىٰ ما سكنَ الأضلاع
وفوقها ملحودةٌ
ترفلُ بسكونٍ رهيب
لكنّها تقبرُ كُلّ جَلَبةٍ
يعلوها هتاف
لمْ أعدْ ضاجّاً بما فيهِ الكفاية
لخلقِ مناخاتٍ أكثر سكوناً
من كُلِّ شيءٍ مضطرب
فوضىٰ عارمةٌ تجتاحُني
تستبيحُني وتسلمُني
لأفكارٍ طينيّةٍ متخمّرةٍ
أعجنُها وتعجنُني
فما فائدة الكتابة عن
البيوضِ الفاسدةِ أو اللحم النيء
وأصواتُ الشواءِ تتعالىٰ
وتزدري بكلِّ ما يُشحذُ
وهوَ برائحةِ الخشب
في دروبٍ ضيّقةٍ وطرقٍ شوكيّةٍ
أيّ الفريقين يجتاز القنطرة !؟
والقنطرةُ دقّتْ بينهم إسفيناً
من عطرِ منشم !!
كُلّ معابرها ريحٌ قدريّةٌ
تصفرُ والمدىٰ لحنُ اشتهاء
الظَفَرُ رهينُ المباغتةِ
بإرهاصاته المحكمة
والتخاذلُ غذاءُ الأَمَد
النهاياتُ وحدها منصّةٌ
لعلوِّ الهمم
بغصنِ زيتونٍ وشجرةِ أرْز
يحلّقُ الفينيقُ
يُكذِّبُ نبوءاتِ العرّافِ
ويطيحُ بأسفارِ العنقاء
وشططِ العهود
لقدْ آنَ أوانُ الجلاء عنْ أرضٍ
لمْ تكنْ يوماً للميعاد .







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.