mercredi 1 décembre 2021

ولادة فكرة // سعيدة أمغار // المغرب


انتقلت نقرات الأمطار المتساقطة فوق الأدوات المنزلية، المنسية خارج المطبخ إلى مسمعي ، ثم انتقلت بعدها مباشرة إلى النقر على رأسي بلا هوادة، مما دفعني أن أبحث عن نظارتي التي لم أجدها بسهولة، لأنها كانت مدفونة تحت ركام من القشور الذي أحدثته عملية تنقية الخضروات وأنا أحضر وجبة الغذاء .
يحصل معي دائما هذا النوع من السلوك ، أن أنسى نظارتي في أي مكان أشتغل فيه، أو حين أستغل الوقت وقتين، فأطبخ مثلا، وأسرق نظرة على الهاتف لأرى ما استجد على الصفحة، أو أكتب بسرعة شيئا نزل ضيفا على مخيلتي، وبدأ يفعل بي عمله السحري، ثم يتحول إلى ناقوس يدق حواسي، دون أن يترك لي مجالا للصبر، خاصة أن عمليات الضرب فوق الرأس تزعجني، وتفقدني صوابي .فلا أجد حلا مناسبا أفضل من الوقوف للحظات رغبة في ترجمة خوالجي .
كان النظر إلى الماء وهو يهطل سيولا من السماء، ويتخلل مسمعي يجعل قطرات الأمطار تقف على حبل أفكاري، فيسقط منها ما يسقط ، ويظل ما تبقى يحفزني ويبادلني النظرات ، يمسح الضباب المكثف فوق بصري، ويحوله إلى سحابات خفيفة، تمنحني وضوح الرؤيا، وتفسح لي القدرة على الاستسلام للكتابة .
فتأتي الكلمات إلي سليمة، صافية، لينة، وتتكور إلى جانبي كالقط الأليف ، أربت عليها دون أن تظهر أي مقاومة .
حينها تكون الفكرة قد تمخضت ، ووقت ولادتها قد حان .






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.